مطالب بمراعاة الشكل الجمالي للمساجد عند البناء
طالب عدد من المختصين الشرعيين والهندسيين بضرورة مراعاة الشكل الجمالي عند بناء المساجد، واعتبروا ذلك من الأمور المميزة لمسجد دون آخر، وأكدوا أنه ليس بالضرورة أن تكون التكلفة عالية حتى يكون المسجد ذا نظرة جمالية حيث توجد مساجد تكلفتها ليست كبيرة وتظهر عند اكتمال بنائها في أبهى صورة. وأشاروا إلى أن الاهتمام بالجانب الجمالي يأتي في مقدمة ما يرغب الناس في رؤيته عند مشاهدتهم المساجد.
في هذا السياق يقول المهندس صالح السلطان إن النظرة الجمالية للمساجد تبهج النفس, وفي نظري أن هناك عديدا من المهندسين من الممكن أن يضعوا تصميمات لمساجد تبهر بشكل جمالي يلفت النظر ويريح النفس, ويكون في ذلك تقليل في تكلفة بناء المسجد، ولو وجد من ينفذ هذه التصميمات بشكل جيد فستكون ذات أشكال جمالية مناسبة يسعد بها رواد المساجد.
#2#
ومن جانبه يقول الشيخ مساعد الشهري الداعية الإسلامي إن الحديث عن جمالية المساجد لا بد أن نعطيها أهميتها، خصوصا أن بعض المساجد التي يتم إنشاؤها يصرف عليها مبالغ كبيرة, لكن مع الأسف الشديد ليس فيها العمل الذي يميزها عن غيرها، وأعتقد أن سبب ذلك أن من يتولى الإشراف عليها وينفذها ليس لديه النظرة الثاقبة والرؤية الجمالية التي تنعكس بشكل إيجابي على تصميم المسجد، حيث إن العمل لديهم يتم بشكل عشوائي له آثار سلبية.
مساجد أخرى تمر عليها ويطالب محمود أبو الهوى بمراعاة الناحية الجمالية عند عمارة المساجد لكن في حدود، لا سيما أن هناك بعض المساجد تكون الزخرفة والنقوش مبالغا فيها حيث تصرف المصلين عن الخشوع عند دخول المسجد وتصرفهم إلى التأمل في نمط بناء المسجد وديكوراته وزخرفته، لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده وهناك مساجد أخرى تمر عليها ولم تحفل بأي صفة من صفات المسجد, خصوصا إذا كانت جدران المسجد الخارجية ملحقة بها محال تجارية (كبعض المساجد الكبيرة في بعض المدن), وأضاف أيضا تشاهد فيها بعض المآذن تكون أحيانا مستطيلة الشكل أو مخروطية أو مثلثا قائم الزاوية أو مربعة، ومن يتمعن فيها يحسبها بيتاً من البيوت المخصصة للسكن، ويقترح أبو الهوى أن يكون المسجد رمزاً مستقلا بذاته لا تلتصق بجدرانه أية مبان، حتى خدماته مثل سكن الإمام والمؤذن وغرفة الحارس والحمامات ومكان الوضوء يجب أن تكون منفصلة عن المسجد.
ويضيف يلاحظ عدم مراعاة عدد المساجد في الحي الواحد، فالملاحظ في بعض أحياء الرياض التي لا تتعدى مساحة الحي 1000 × 1000 متر ستة أو سبعة مساجد وكلها مساحات كبيرة يصلح كل منهما أن يكون مسجدا جامعا، كما يلاحظ أن عدد المصلين فيه لا يتجاوز 60 إلى 80 مصليا في أحسن الأحوال، وهناك أحياء في المدينة أو قرى خارجها أحوج إلى المساجد، والأجر والثواب - إن شاء الله - عندما يبنى المسجد لأناس محتاجين يكون أبلغ وأجره أعظم.
ويشير إلى أنه عندما سأل بعض المصلين عن كثرة المساجد في حيهم قالوا إنها المنافسة والمباهاة بين السكان, لذا أرجو أن تحرص الجهات الرسمية ممثلة في إدارة شؤون المساجد على ضرورة توافر مواصفات أساسية في مبنى أي مسجد, والنموذج المميز للمساجد على مدى ثمانية قرون هو النموذج العثماني وهو مميز عن باقي المباني في الحي الواحد بقبابه ومئذنته الدائرية مخروطية الشكل من أعلاها ومن هذه المواصفات:
ــ حي مساحته لا تقل عن مليون متر مربع، يبنى فيه مسجد جامع (سعته من 1000- 1500 شخص) ويبنى على أرض مساحتها لا تقل عن عشرة آلاف متر مربع تشمل المسجد وملحقاته من مصلى رئيس تعلوه قبة لا يقل قطرها عن عشرة أمتار وصحن خارجي وتحته خلوة، ومئذنة أو اثنتين على إحدى زوايا المسجد لا يقل ارتفاعها عن 20 ـ 25 مترا وتكون دائرية الشكل حتى يستدل بها من بـُعد، بيتا للمؤذن، بيت للإمام، موقف سيارات وتحيط به أربعة شوارع فسيحة.
ــ ستة مساجد للحي نفسه سعة (300 - 500 مصل) تعلو مبنى كل مسجد قبة تتناسب وحجم المسجد ومئذنة واحدة لا يقل ارتفاعها عن 20 مترا تبنى على مساحة أرض من (1500 إلى 2000م2 ) وشوارعه لا تقل عن ثلاثة شوارع.
ويؤكد أن الهدف من تصنيف المسجد بالمساحات المشار إليها هو خفض تكاليف البناء وتوفير الطاقة الكهربائية صيفا.
#3#
ويختم الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان في الرياض الحديث عن الجمالية في المساجد بقوله الواقع الموجود غير وما يطالب به الناس شيء آخر فليس كل شيء ترغب فيه يمكن تحقيقه، لكن مع هذا أتفق مع إخواني الذين يتمنون الشكل الجمالي لكل المساجد, وهذا من الصعوبة بمكان تحقيقه, لكن نحن نتمنى ونأمل من الله أن يتحقق ذلك في القادم من الأيام، وهذا ليس على الله ببعيد إذا تضافرت الجهود وكان هناك تخطيط مناسب عند الرغبة في بناء المساجد بألا تكون مكررة ونسخة كربونية بل يكون فيها التجديد وما يعود على الناس بالنفع من الأفكار التي تطرح بين الفينة والأخرى. نسأل الله التوفيق للجميع.