الجاسر ومخالفات المرور

الأستاذ صالح محمد الجاسر الكاتب في هذه الصحيفة محق في ملامسته للموضوع المروري وارتفاع نسب الحوادث في بلادنا إلى أرقام مخيفة. وهو لهذا السبب يستغرب ممن يعترضون على مضاعفة المخالفات المرورية («الاقتصادية» 21/2/2010).
لكن هناك نظرة أخرى، أظن أن من المهم أن تؤخذ في الاعتبار ونحن نناقش الأمر. والقصد أن من يحصل على مخالفة بمبلغ 900 ريال مثلا، هو في الواقع قد نال عقابه المستحق، ولا جدال أو نقاش في هذه المسألة.
ولكن المطلوب من المرور أن يفعل نظام المخالفات المرورية، بحيث تصبح القاعدة (من يخطئ يحصل على مخالفة). وإذا ما أصبحت الأمور لدينا صارمة بهذا الشكل، فلن نكون بحاجة للبحث عن مضاعفة الغرامة في حالة التأخر عن السداد. لأن هذه لا تعالج الإشكالية، فالإشكالية أن الكم الكبير من التجاوزات المرورية في الشوارع، يقابله رصد أقل لهذه المخالفات.
ولو كان هناك رصد ثابت ودائم للمخالفات، لأصبحت الأمور أفضل. وإلا كيف يمكن أن نستسيغ أن يتم ارتكاب المخالفات في شوارع رئيسية تحت نظر دورية المرور؟ مضاعفة المخالفات هو علاج، ولكنه يشبه الوصفة الطبية التي تصرف لمريض لا يحتاج لهذا الدواء بالذات. علاج التجاوزات المرورية بأن تكون عيون المرور ودورياته جاهزة دوما لمنح المخالفات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي