أسواق المنطقة تحنو نحو الأحمر في بداية 2010
اتجهت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي في نهاية شهر كانون الثاني (يناير) نحو المؤشر الأحمر مع استمرار أخبار الشركات السلبية بحسب ما ذكره التقرير الصادر مؤخراً عن شركة المركز المالي الكويتي «المركز».
وأشار التقرير إلى أن الإعلان عن الفوائض المالية للكويت، إضافة إلى مشروع القانون التمهيدي لتأسيس هيئة سوق مال لم يكن كافياً لخروج السوق من حالة الركود مع إغلاق المؤشر الوزني عل انخفاض بنسبة 3 في المائة. أما سوق دبي المالية فتعرضت مرة أخرى للانهيار في كانون الثاني (يناير) عندما فقدت 12 في المائة مع معاناة الإمارة من أزمة مجموعة دبي العالمية والانخفاضات الكبيرة في أرقام أرباح القطاع المصرفي. على العكس من السعودية وعمان والبحرين التي كان المؤشر الأخضر عنوانها. من جانبه خسر مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لأسواق التعاون 1 في المائة ليتجاوز بذلك الأسواق الناشئة في أدائها التي فقدت 5.65 في المائة لشهر كانون الثاني (يناير) مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الناشئة (MSCI EM).
أما العوامل الكلية فلم تكن كافية في تعزيز مستوى الثقة بالسوق مع بقاء المستثمرين حذرين وأكثر تفاعلاً مع الأخبار السلبية وتجاهل أي مؤشرات إيجابية تقريباً. كذلك استمرت مشكلات الديون في الإمارات وأرقام أرباح الشركات الضعيفة، خاصة في قطاع البنوك برمي ثقلها على البلاد في حين تركزت المخاوف في السعودية على إمكانية أخذ مخصصات إضافية في القطاع المصرفي والشكوك التي تحوم حول ديون زين السعودية بعد أن فشلت في تلبية بعض الالتزامات ذات صلة بقرض مرابحة إسلامي.
على الصعيد الآخر، كان حجم الأسهم المتداولة في أسواق المنطقة ثابتاَ خلال شهر كانون الثاني (يناير) في حين اتسعت قيمة الأسهم المتداولة بنحو 12 في المائة لتصل إلى 27 مليار دولار. كذلك شهدت السوق السعودية أكبر ارتفاع في السيولة، أما القيمة المتداولة فتزايدت بنسبة 31 في المائة لتصل إلى 17.5 مليار دولار، في حين بقيت القيمة، كما هي، في الكويت. أما مستوى التقلب في دول التعاون فانخفض بنسبة 35 في المائة بحسب مؤشر المركز للتقلب وتصدرت أبو ظبي المؤشر، إذ شهد معيار مخاطرها انخفاضاً بنسبة 53 في المائة.
ومن حيث التقييم، بلغ تداول مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لأسواق التعاون (MSCI GCC) ما بين 20 إلى 30 مرة أرباحه بسبب السعودية والكويت، حيث دفعت الأرباح الضعيفة فيها التقييمات نحو الارتفاع. وفي حين بدت السوق الإماراتية جذابة، كان تداول مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للسوق الإماراتية (MSCI UAE) أدنى من نطاق مكرر ربحيته.
مراجعة لأسواق العالم
لم تكن بداية الأسواق العالمية في هذا العام إيجابية، إذ خسر مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لأسواق العالم 4.3 في المائة في كانون الثاني (يناير). وقادت أسواق الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا الخسائر، في الوقت الذي هيمنت سوق شانجهاي على معظم الخسائر، إذ بلغت نسبة الانخفاض فيها 9 في المائة في حين فقدت أسواق آسيا الباسيفيك باستثناء اليابان والهند 6 في المائة. أما الأسواق البينية(frontier markets) فكانت الأفضل، إذ لم تخسر سوى 2 في المائة خلال كانون الثاني (يناير) الماضي.
إلى هذا استمرت الأخبار الاقتصادية السيئة في أمريكا وأسواق متطورة أخرى، ورغم هبوط معدل البطالة في أمريكا إلى 9.7 في المائة في كانون الثاني (يناير) بعد أن وصل إلى 10 في المائة في نهاية 2009، إلا أنه تم تعديل بعض البيانات ،على سبيل المثال. تم تعديل عدد الذين خسروا وظائف في كانون الأول (ديسمبر) من 85 ألفا إلى 150 ألف وظيفة. أما التحذير الذي أطلقه رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي السابق ألان غرينسبان الذي يتعلق بالوضع الائتماني لأمريكا في أسواق العالم بعد الإعلان عن توقعات بوجود عجز مالي في هذا العام قد يصل إلى 1.6 تريليون دولار، فسرعان ما بدده وزير الخزانة عندما قال إن الولايات المتحدة لن تخسر أبداً تصنيف ديونها عند المستوى (Aaa).