ممارسات فوضوية في المسجد (2 من 2)
كنت قد تحدثت في مقالي الأسبوع الماضي عن الممارسات الفوضوية التي تحدث من بعض المصلين داخل المسجد وخارجه، وسأستكمل الحديث بالتطرق لممارسات فوضوية أخرى، ومن هذه الممارسات الفوضوية التي تحدث في المسجد عدم إغلاق الجوال أو وضعه على الصامت، وهذه الممارسة لا تكاد صلاة تخلو منها، والمصيبة عدم معالجة هذا الخطأ بإغلاق الجوال أو بإيقاف صوت النغمة عندما ينطلق أثناء الصلاة، ويفترض أن يكون هناك مبادرة عاجلة عند سماع صوت الجوال بإغلاقه لأن تركه يجعل الصوت يتكرر باتصال آخر يسبب إزعاجا أكثر، والمؤلم أحيانا أن بعض هذه النغمات تكون أثناء السجود في الركعة الأخيرة قبل التشهد الأخير، فتخيل نفسك يحدث معك مثل هذا قبيل التسليم ومن جوال المصلي الذي بجوارك كيف يكون حالك مع الصلاة وما موقفك من المصلي الذي بجوارك، أتمنى أن يكون التصرف بنصيحة أخوية مناسبة لعله يستفيد منها، كما أن من الممارسات الفوضوية التي تحدث من بعض المصلين، اصطحاب بعض المصلين لأولادهم للمسجد وتركهم يعبثون فيه على راحتهم دون تدخل في توجيههم وهذه ممارسة فوضوية يجب أن يوجه المصلي أبناءه، ويوضح لهم أن المساجد ليست لشيء من هذا العبث، وهم دون شك بحاجة إلى مثل هذا التدخل بأسلوب مناسب يتوافق مع فكرهم، وتعريفهم بمكانة المسجد وأنه ليس لشيء من اللعب والعبث، كما أن من الممارسات الفوضوية الحضور للمسجد وأداء الصلاة بروائح كريهة كأكل البصل والثوم والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن أكل الثوم والبصل (عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا". (متفق عليه) وفي رواية لمسلم "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"، ومن الممارسات الفوضوية أيضا كثرة قطع الصلاة من قبل الذين أتموا الصلاة لآخرين لم يكملوا صلاتهم وهذا فيه وعيد شديد لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذاعليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه". (رواه البخاري ومسلم) فيجب على المسلم أن يتنبه لذلك علما بأن بعض العلماء أجاز المرور أمام المصلي في المساجد التي فيها زحام شديد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن الممارسات الفوضوية أيضا الذهاب بشكل مستمر إلى الصلاة في ملابس رياضية عليها بعض العبارات المخلة بالأدب، ويجب أن نعلم أنه عندما نذهب للمسجد فلا بد أن نلبس أفضل ملابسنا لأننا نقابل رب العزة والجلال الذي وجهنا إلى أخذ زينتنا عند كل مسجد، ولكن بعض الناس قد يلبسها بجهل والأفضل له أن يذهب للمسجد بأفضل هيئة وأفضل ملابس، وآخر الممارسات الفوضوية هي عدم تسوية الصفوف من قبل بعض المصلين رغم تنبيه الإمام لهم بعد الإقامة يضاف إلى ذلك عدم إكمال الصفوف، حيث نجد بعض الصفوف غير مكتملة أثناء الصلاة، وهذا مخالف للسنة، فينبغي التنبه لهذه الممارسات جميعا ومعالجتها وعدم تكرارها.