رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


القطاع الخاص والمنافسة في توظيف السعوديين (1 من 2)

في أيامنا هذه أصبح الشاب في مفترق طرق لم يعهدها السابقون بهذا الحجم. إنه يبحث في نفسه عما هي قدراته، ولنفسه عن مكان يقدر إمكاناته، ويريد أن يعيش حياة يعيل بها أسرة تحافظ على مكتسباته، ويختار أي أسلوب يتبع ليثبت أنه الأنسب بين تعدد المتقدمين على فرص بالنسبة له محدودة. مع أن معظم الأوضاع ليست كذلك، إلا أن هذا الشعور يزداد ضغطه على الفرد عندما يقترب من تخرجه من الجامعة أو ينتهي من دراساته العليا، مؤملا أن يبدأ حياته العملية، وقد كون لنفسه سيرة تشفع له يبدأ بها مستقبله الوظيفي. لقد أقام طلاب التعليم العالي حول العالم مؤتمرات تناقش أهم شؤونهم وبأساليب وتقنيات حديثة بغرض تطوير أنماط الحياة وقوانين المعيشة الكريمة بشكل شمولي وليقدموا لأوطانهم أمثلة تسجل للتاريخ كموارد بشرية متميزة. فحوت السجلات منذ وقت طويل أسماء لامعة طورت كثيرا من الأعمال والصناعات وعدلت كثيرا من السياسات والإجراءات. أوروبا والولايات المتحدة منذ عقود مضت أقامت المؤتمرات الطلابية لتبرز فيها مكنونات الفرد من مراحل الإعداد وبالتالي يقدم نفسه للقطاعات المختلفة بهدف تبنيه أو توظيفه وبداية حياته العملية.
مؤتمر أمريكا واليابان الطلابي السنوي الذي سيعقد في نسخته الـ (62) في تموز (يوليو) من هذا العام، سيكون استمرارا لتبني أجيال متطلعة للتعاون مع بعضها بعضا، وحريصة على نسيان الأخطاء الماضية مصهرين بذلك كل صلب ومذيبين كل جمود بين المجتمعين. إضافة إلى ذلك سبر غور المجتمعَيْن بدراسة التغيرات التي يمكن أن تؤثر في تطور الأمتين ثقافيا وعلميا وتجاريا وفي المجالات كافة. بالطبع في ذلك لهم غايات أخرى ولكن الهدف الأساس هو: بناء أجيال أكثر وعيا ودراية بأسرار الحياة. تقنيا في واشنطن في الولايات المتحدة أيضا، سيقام المؤتمر العاشر في العلوم والتقنية لحديثي التخرج من كليات العلوم، والعلوم الصحية التطبيقية، وعلوم التقنية والطاقة، إضافة إلى بعض المجالات الخاصة كإعداد السياسات والإجراءات الدولية في حماية النظام البيئي. أهدافهم الإبداع والابتكار وتسليط الضوء والتركيز على تطوير الموارد البشرية وبالذات في موضوع القيادة الإدارية وإتقان المهارات العملية. في ألمانيا أيضا تقام المؤتمرات الطلابية منذ 20 عاما أو يزيد مما حرك الصناعات بشكل مباشر وغير مباشر. في بريطانيا لأكثر من عشرة أعوام يقام المؤتمر الطلابي في جامعة كامبردج؛ حيث سيتم في آذار (مارس) المقبل، إقامة المؤتمر الـ 11 الذي سيكون محوره تفعيل دور الطلاب في العلوم الجغرافية والبيئية وعلوم الأحياء، وبعض التخصصات في إدارة الموارد البشرية. هذا المؤتمر استضاف 1600 مشارك من 106 دول حول العالم عبر عشر سنوات فقط، وما زال الهدف مقابلة الطلاب على مقاعد الدراسة، في التعليم الجامعي والدراسات العليا، من قبل خبراء التخصصات العلمية التطبيقية في الصروح العلمية والمنظمات المعنية المختلفة. لقد قرروا أن تُمدد فترته إلى (أربعة أسابيع) في هذا العام؛ ليلتقي الطلاب بالمتمرسين ويحضروا فترات تدريبية في مواقع بعض الشركات والمنظمات بعد حضورهم المؤتمر؛ حتى يكون اكتشاف المواهب واستقطاب المبدعين من كثب. كما أن في ذلك تطويرا لمهارات الطلاب، وإتقانا لقدراتهم ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم الوظيفية وهم في بداية السلم.
المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي، الذي سيعقد في الرياض في بداية آذار (مارس) المقبل من هذا العام (2010م)، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ تأكيد على أن القيادة الرشيدة تستخدم كل الأدوات والأساليب وبالاستفادة من كل الظروف والإمكانات لجعل السعودية علما إسلاميا وعربيا متفردا في تجربة يمكن للمراقب والناظر أن يروا نتائجها ومازالت كثير من الدول لم تنته بعد من دراسة مراحلها الأولى. هذا المؤتمر سيعود على الموارد البشرية والقطاعين الحكومي والخاص بفوائد لم تنشر بعد. ولكن أتوقع أن الطلاب والطالبات سيؤطرونها ويصنفونها وينشرونها بعد إقامة المؤتمر بشكل متميز، لتكون من واقع تجربة واحتكاك حقيقي بالواقع. لو استطاع أبناؤنا أن يصنعوا الفرق من الآن، وحاولوا الاطلاع على ما قدمه الغير في مثل هذه المحافل عبر السنوات الماضية، واطلعوا على ما سيتم تقديمه في المؤتمرات الطلابية التي ستناقش مواضيع الموارد البشرية مثل الذي سيقام في اسكتلندا في آذار (مارس) المقبل، فأتوقع أن يكون المؤتمر العلمي الثاني للطلاب والطالبات عبارة عن تظاهرة علمية تنافسية كبيرة جدا. بالطبع يوجد في الجامعات السعودية خبرات كبيرة، ومنها ما قد قدم خططا استراتيجية لإجراء أبحاث في شؤون الموارد البشرية، وسيتم تقييمها في عام 1435هـ، وستتوالى المشاريع المستقبلية بخطط جديدة ومنظور مختلف، إلا أني أعتقد أننا سنركز على تحفيز الإلهام الفكري وإخراج المكنون الذاتي الذي يؤمل أن يقود لإنجازات فريدة على المستوى الصناعي، وخصوصا أن هذه المدن الصناعية بدأت تستقطب كل المؤهلين من الوافدين وتنتظر بفارغ الصبر أن تبدأ الأيدي السعودية في عملية الإحلال.
إذا ما تسنى للشركات الكبيرة، وحتى الصغيرة، الاطلاع على هذا الحراك العلمي الواعد فقد يبحث القطاع الخاص مع الجامعات الاستفادة من أول (100 طالب) متميز في كل فصل دراسي على مستوى المملكة. حيث يمكن، مثلاً، إتاحة الفرصة للطالب قضاء سنة الامتياز أو فترة التدريب المكثف (في التخصصات العلمية التطبيقية أو (الطب) في مواقعها، فتعده لمستقبله الوظيفي، وتستفيد منه/ منها في تعزيز خططها المستقبلية. كما يمكن نقل التجربة إلى مستوى أكبر (خليجيا مثلاً)؛ حيث تجتمع ما يقارب الـ (50) جامعة، بطلابها المتميزين والراغبين في اللحاق بركب الصانعين للمستقبل تحت مظلة واحدة، فيتحفز الشباب والشابات وهم على مقاعد الدراسة بالتركيز على أدوارهم في مسيرة التنمية الوطنية ـ بإذن الله. وللحديث بقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي