قصة المغزى التاريخي والثقافي والاقتصادي للإقراض بالفائدة مقابل رهن
حذر الزعماء اليهود ورجال الدين المسيحي الأوائل أتباعهم من الربا. حيث لم يكن إقراض المال بالفائدة مسموحا لإخوانهم في الدين. ولكن سمح لهم بإقراض المال بالفائدة على الناس من أتباع الديانات الأخرى.
كما أن الكنيسة الكاثوليكية عبر تاريخها الطويل حظرت الربا ولكن لأن هذا ضيق عليها في شؤونها الخاصة، كانت كثيرا ما تجد الثغرات القانونية للتحايل على حظر الربا من خلال الإشارة إلى الفوائد على القروض على أنها رسوم إدارية أو عن طريق اللجوء إلى المقرضين اليهود.
كان قدماء الرومان أيضا يمارسون الإقراض مقابل رهن، في العصور الوسطى كان الرهبان الفرانسيسكان يمارسون هذا العمل. وكانت مكاتب الرهونات من المعالم البارزة في عصر النهضة الإيطالي. وكان أفراد أسرة ميديتشي الإيطالية الشهيرة معروفين بإنشائهم مكاتب الرهونات في جميع أنحاء شمال إيطاليا.
في الشرق الأقصى كان الرهبان اليابانيون يمارسون هذا النشاط وفي القرن 15 قامت الملكة إيزابيللا الثانية برهن ممتلكاتها ومجوهراتها الشخصية لتمويل الرحلة الاستكشافية لكريستوفر كولومبوس حول العالم.
تقديم القروض بضمان الرهن هو أحد الأعمال التجارية حيث يقوم المقرض بإقراض عملائه نظير رهن عيني يأخذه على سبيل الأمانة التي يكون عليه أن يحتفظ بها لفترة الرهن والتي عادة ما تكون من ثلاثة إلى ستة أشهر، ويكون على العميل أن يعيد إليه المال المقترض خلال فترة الرهن مضافا إليه 10 في المائة فائدة شهرية، إذا لم يتمكن العميل من السداد يحق للمقرض التصرف في الرهن بالبيع أو خلافه؛ أي أنها عملية ربوية.
يقارن الكتاب بين هذه العملية وطريقة التعامل مع شركات بطاقات الائتمان التي تقدم إغراءات قصيرة المدى تتمثل في انخفاض أسعار الفائدة على الأموال المقترضة. وهو ما يغري العميل بإنفاق لمزيد من المال.
تحصل شركات بطاقات الائتمان على الحد الأقصى من أرباحها عندما يدفع العميل الحد الأدنى من المبالغ لتسديد ديونه. فمثلا إذا ما اقترض أحدهم مبلغ 500 دولار ببطاقة ائتمان بفائدة 18 في المائة ودفع 3 في المائة فقط من الرصيد المتبقي كل شهر فسيستغرق منه سداد الديون 74 شهرا كاملا أي أكثر من سداد القرض بالكامل.