بورصات العالم تتراجع في أعقاب «وول ستريت».. وقلق على منطقة اليورو

بورصات العالم تتراجع في أعقاب «وول ستريت».. وقلق على منطقة اليورو

واصلت أسواق العالم أمس تدهورها، فعادت البورصات الأوروبية إلى التراجع في أعقاب بورصات آسيا متأثرة بالهبوط الكبير في «وول ستريت» الخميس وبالمخاوف على الأوضاع المالية لعدد من دول منطقة اليورو.
وبعدما صدرت أمس أرقام أسبوعية سيئة بشأن وضع العمالة في الولايات المتحدة أسهمت في بث التشاؤم في الأسواق المالية ولا سيما في «وول ستريت» التي تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر)، صدرت الجمعة أرقام البطالة لكانون الثاني (يناير) في الولايات المتحدة وسط ترقب قلق في الأسواق.
وأفاد هذا التقرير الشهري الصادر عن وزارة العمل بتسريح 20 ألف موظف في كانون الثاني (يناير)، مع تسجيل تراجع قدره 0.3 نقطة في معدل البطالة ليصل إلى 9.7 في المائة، وهو ما عدته الإدارة الأمريكية «مشجعا».
وتراجعت بورصة باريس ظهرا بنسبة 2.46 في المائة، فيما سجل تراجع بنسبة 1.66 في المائة في كل من لندن وفرانكفورت. كما تراجعت بورصة مدريد 2.50 في المائة ظهرا ووصل التراجع في لشبونة عند افتتاح البورصة إلى أكثر من 2 في المائة.
وكانت بورصتا مدريد ولشبونة تراجعتا نحو 6 في المائة و5 في المائة على التوالي الخميس، في وقت يبدي المراقبون والمحللون منذ أيام عدة قلقهم بشأن وضع المالية العامة في البلدين، محذرين من أزمة مشابهة لأزمة اليونان التي وصلت ديونها العامة إلى مستوى جعل المفوضية الأوروبية تقرر الأربعاء وضع مالية هذا البلد تحت نظام من الوصاية الأوروبية.
وقال ماركوس دروجا المسؤول في شركة ماكواري برايفت ويلث في سيدني إن «المخاوف عالمية، وإحساس المستثمرين تهيمن عليه مشكلات الديون في اليونان وإسبانيا والبرتغال»، وفق ما نقلت عنه وكالة داو دونز نيوزواير.
وفي آسيا، تراجعت بورصة طوكيو الجمعة بنسبة 2.89 في المائة لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ العاشر من كانون الأول (ديسمبر).
وتمكنت هونج كونج من الحد من تراجعها إلى نسبة 1.87 في المائة، فيما هبطت سيول 3.05 في المائة وسيدني 2.32 في المائة وصولا إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر. وواصل اليورو تراجعه نتيجة المخاوف حيال الصعوبات المالية في بعض دول منطقة اليورو.
وقال مايكل هيوسون المحلل في شركة سي إم سي ماركتس في لندن إن الساعات الـ 24 الأخيرة كانت «وطأتها شديدة على الأسواق العالمية، إذ تراجعت البورصات والمواد الأولية والعملات في كل مكان (...) فيما تجنب المستثمرون الأصول التي تنطوي على مجازفة، مفضلين الأمان النسبي الذي يوفره الدولار». وتراجعت بورصة نيويورك الخميس إلى أدنى مستوى لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) فخسر مؤشرا داو جونز 2.61 في المائة ونازداك 2.99 في المائة.
وإضافة إلى مشكلات الديون في أوروبا، فقد عكس توجه «وول ستريت» قلق المستثمرين الأمريكيين إثر إعلان ارتفاع غير متوقع في عدد العاطلين عن العمل الجدد، ثم إعلان الإحصاءات الشهرية الجمعة.
وولدت كل هذه الظروف أجواء من التوتر المحموم في الأسواق التي تترصد أدنى مؤشر إلى تراجع جديد في الاقتصاد العالمي الخارج للتو من الانكماش. وقال فرانسيس لان المسؤول في شركة «فولبرايت سيكيوريتيز» في هونج كونج «ما نشهده هو موجة هلع». غير أن بعض المحللين فضلوا التزام الحذر إزاء حجم التراجع. واعتبر ارني هون معد الدراسات في معهد آي سي بي سي إنترناشونال» أن «رد الفعل مبالغ به».

الأكثر قراءة