رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


ممارسات فوضوية في رحاب المسجد (1 من 2)

يعيش بعض الناس حياة فوضوية تجدها مصاحبة له حتى وهو يذهب لأداء الصلاة في المسجد، وتبدأ بعض هذه الممارسات الفوضوية منذ أن يتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة، فتجده عندما يصل إلى باب المسجد يرى أمامه رفوفا تم تجهيزها لوضع الأحذية، فينظر إليها وكأنه غير مقتنع بها فيرمي بحذائه بعيدا عنها، وربما حمل معه ما استطاع من أتربة ليدخل بها إلى المسجد، ألم يكن من الأفضل له أن يقتدي بإخوانه المصلين الآخرين فيضع حذاءه في المكان المخصص معهم، بدل وضعها على الأرض كممارسة غير لائقة وربما اقتدى به آخرون وساروا على شاكلته ورموا الأحذية بعيدا عن الأرفف، ثم تأتي ممارسة فوضوية أخرى عند دخول هذا المصلي للمسجد حيث نراه يتجه صوب الصف الأول فيجد الصف ممتلئا، فيأخذ على عاتقه ألا يجلس إلا في الصف الأول رغم حضوره المتأخر، فيواصل سيره باتجاه الصف الأول بحثا عن مقعد ولكن الصف مكتمل فيحاول أن يشاغل المصلين فيحركهم يمنة ويسرة حتى يحصل على مقعد فيه وسط تضايق ممن حوله من المصلين وضيق المكان عليهم، ويا ويل من يتكلم أو يوجه له نصيحة فربما سمع شيئا من العبارات غير اللائقة من هذا المصلي، وإذا كان يوم جمعة فكم من رقبة سيتخطى ذلك المصلي ليصل إلى مبتغاه، رغم النهي الشرعي عن تخطي الرقاب وتفريق الجالسين، أو يقيم أحداً من مكانه؛ ليجلس هو، ولكن له إن لم يجد مكاناً - أن يقول: افسحوا، ففي «صحيح مسلم» أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة، ثم يخالف إلى مقعده، فيقعد فيه، ولكن يقول: افسحوا).
إن مثل هذا الممارسات المشاهدة في المسجد تعتبر معاناة يسببها كل فوضوي لم يؤثر فيه خلق الإسلام وآدابه، وليس من اللائق أن تصدر منه، ومن أراد الصف الأول عليه أن يحضر مبكرا لكي يحظى بالجلوس فيه.
ومن الممارسات الفوضوية أيضا أن يأتي المصلي ويدلف إلى المسجد ويأخذ مكانه بين المصلين ثم يتناول المصحف ويبدأ قراءته في المسجد بصوت مرتفع يضايق من يجاوره، لا يستطيع جاره أن يقرأ القرآن وهو رافع صوته وهذا لا يجوز لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه خرج على الناس ذات يوم في المسجد وكان بعضهم يرفع الصوت على بعض بالقراءة فقال: «أيها الناس كلكم يناجي الله فلا يرفع بعضكم صوته على بعض أو قال: فلا يجهر بعضكم على بعض» رواه أحمد، ومثل هذا إذا كابر ولم يتوقف عن رفع الصوت رغم طلب جاره بأسلوب مناسب فإنه قد يأثم ولاسيما إذا نبه لذلك إمام المسجد في الصلوات عن هذه الممارسة أو غيرها إلا أن هذا الفوضوي يستمر في ممارساته يبتغي الأجر ولكنه يضايق غيره ويحدث ما لا يليق بمسلم، هذا بعض من هذه الممارسات الفوضوية في المسجد التي لا تليق بمسلم ونتمنى أن تختفي، وللحديث بقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي