قصة أدم وإبليس ذكرت في سورة (ص) مختصرة وفي الأعراف مطولة
السؤال عن قوله تعالى: «ما منعك أن تسجد»، وفي آية أخرى: «ما منعك ألا تسجد» أرجو إيضاح الفرق في تفسير الآيتين؟
أجاب فضيلة الشيخ سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة سابقا بقوله بالنسبة للآية القرآنية التي ذكرتها في سؤالك وهي قول الله تعالى: «قال ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك...» في سورة الأعراف. وقوله: «قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي» في سورة (ص). كلتا الآيتين في قصة واحدة، قصة آدم مع إبليس عندما امتنع عن السجود لآدم لما أمره الله بذلك. وحرف (لا) في آية الأعراف فُسر بمعنيين، الأول: أنها زائدة للتأكيد كما هي عند اللغويين، أو هي (صلة) كما يعبر عنها بعض المفسرين كراهية للفظ الزيادة في القرآن. وهذا كقوله تعالى «لا أقسم بهذا البلد...» وقوله: «لا أقسم بيوم القيامة» وقوله «لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله». وقوله: «وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون» والمعنى أقسم بهذا البلد، وبيوم القيامة. ويعلم أهل الكتاب وحتى يعلم أهل الكتاب حقاً أنهم ليسوا على شيء، وتأكد المنع بعدم رجوع من مات إلى الدنيا والمعنى الثاني: (لا) في آية الأعراف ونحوها – أنها نافية، ووجودها يستلزم تقدير فعل دل عليه (منعك) فلا صالحة للفعلين بمعنى: من منعك يا إبليس حتى أحوجك ألا تسجد لآدم. ثم إن قصة آدم وإبليس ذكرت في سورة (ص) مختصرة فناسب حذف حرف (لا)، وذكرت في سورة الأعراف مطولة فناسب ذكر حرف (لا) في الآية. والله أعلم.