صعود رأسمالية الكوارث

صعود رأسمالية الكوارث

يقدم الكتاب فكرة مثيرة للجدل وهي أنه ثبت تاريخيا أنه في الأوقات التي يعانيها الناس من آثار الكوارث الطبيعية والحروب والاضطرابات الاقتصادية، يقوم السياسيون المحنكون والقادة الصناعيون بتنفيذ سياسات لم يكن من الممكن إقرارها في أوقات أقل تشوشا. عملية إلقاء الطُعم هذه لعبة قديمة لكنها ليست من ذكريات الماضي. فهي ما زالت حية إلى الآن في المجتمع المعاصر وقريبة جدا من أي منا.

يضرب الكتاب مثلا بالمنعطف الأكثر فوضى الذي مر به العراق في الفترة الأخيرة. ففي خضم الحرب الأهلية المستعرة، هناك تم إعلان قانون جديد يسمح لشركتي نفط أجنبيتين بالمطالبة باحتياطيات البلاد الهائلة من النفط. كذلك مباشرة عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، أعطت إدارة الرئيس جورج بوش الأب تعهدات تشغيل الحرب على الإرهاب لشركتي أمن أمريكيتين.
مثال آخر كان بعد تسونامي الذي اجتاح سواحل جنوب شرق آسيا، حيث تم بيع الشواطئ البكر في المزاد العلني لتصير منتجعات سياحية. وهو يشبه ما حدث في نيو أورليانز الأمريكية بعد إعصار إيكاترينا، حيث اكتشف السكان الذي شردهم الإعصار أن مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم لن تتم إعادة فتحها مرة أخرى.
يؤكد الكتاب أنه خلال تاريخ الـ 30 عاما الأخيرة تم تطبيق مذهب الصدمة عبر أنحاء العالم ويقدم نظريتين أساسيتين:
1. يميل من يمارسون مذهب الصدمة إلى اختيار أوقات مثالية لإقامة نظام اقتصادي يعتمد على حرية الأسواق وهو ما يتطلب حتما تدميرا عنيفا للأنظمة الاقتصادية القائمة.
2. يتشابه مذهب الصدمة مع العلاج بالصدمة - وهي إحدى تقنيات العلاج النفسي يتم فيها استخدام الصدمات الكهربائية على مرضى الأمراض العقلية.
يقول الكتاب إن سياسات السوق الحرة التي أسسها ميلتون فريدمان الحاصل على جائزة نوبل ومدرسة شيكاغو الاقتصادية وصلت إلى مكانة بارزة في بلدان مثل شيلي تحت حكم بينوشيه وروسيا تحت حكم يلتسن والعراق في ظل السلطة الائتلافية المؤقتة، ليس لأن هذه السياسات كانت تحظى بتأييد شعبي ولكن لأنه تم تطبيقها عمدا في وقت كان فيه مواطنو هذه البلدان في حالة من الصدمة في أعقاب الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
في النهاية يتحدث الكتاب عن الانتقادات الموجهة إلى مذهب الصدمة والمؤسسات الاقتصادية التي تروج لها مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي باعتبار أنها أخبار طيبة، حيث يتراجع الاقتصاديون بالفعل عن سياسات السوق الحر. كما يذكر الكتاب بعض الحملات المتزايدة من نشطاء المجتمع ضد مذهب الصدمة في أمريكا الجنوبية والصين.
يخصص الكتاب فصلا كاملا للحديث عن الرابحين والخاسرين من جراء تطبيق مذهب الصدمة. حيث تستفيد مجموعة صغيرة من الناس بانتقالها إلى مجتمعات مغلقة فاخرة، بينما تترك القطاعات الأكبر من المجتمع لتعاني تهالك البنية التحتية العامة وانخفاض الدخل وزيادة معدلات البطالة.

TITLE: THE SHOCK DOCTRINE: THE RISE OF DISASTER CAPITALISM
AUTHOR: NAOMI KLEIN
PUBLISHER: PICADOR
ISBN-10: 0312427999
JUNE 2008
720 PAGES

الأكثر قراءة