لماذا لا يتمكن اقتصاد الأثرياء من مساعدة الفقراء؟
يدين هذا الكتاب التفسيرات التقليدية للفقر ويعتبرها خاطئة، ويؤكد أن السياسات المبنية على هذه التفسيرات محكوم عليها بالفشل. يستخدم الكتاب العلوم والتاريخ والتحليلات الفلسفية ليشرك القراء في هذا الموضوع ويقودهم إلى فهم أعمق للعلاقة بين الاستهلاك والرضا ليصل إلى تفسير جديد ومقنع لما يجعل الفقراء فقراء. ويوضح كيف يمكن لوجهة النظر الجديدة هذه أن تعيد الإلهام إلى الحملة التي توقفت طويلا للقضاء على الفقر.
يقدم الكتاب تحليلا أصيلا لمشكلة الفقر يقلب به المفاهيم التقليدية رأسا على عقب. يبدأ الكتاب بنبذة موجزة عن الجدل التقليدي حول الفقر الذي يرى أنه تم تشكيله إلى حد كبير من خلال حساسيات الطبقات المتوسطة والعليا تجاه الادخار والانضباط والتفكير بعيد المدى؛ ونتيجة لهذا فإن مبادرات السياسة العامة أثبتت عدم فاعليتها في مكافحة الفقر.
يعيد الكتاب النظر في المشكلة معتمدا على فرضيتين أساسيتين: أهمية التمييز بين التمتع والإغاثة (على سبيل المثال: تناول المثلجات، في مقابل تناول دواء للصداع)، والاعتراف بأن هذه المحفزات/ المكافآت لها تأثيرات مختلفة على الفقراء عن تأثيراتها على الأغنياء.
يرى الكتاب أنه بينما تسعى الطبقات المتوسطة والعليا إلى عدالة توزيع المتع لزيادة الرضا الإيجابي على المدى البعيد، فإنهم يعملون من منطلق عمل غير كاف على توفير «الإغاثات أي السلع التي تقلل الألم والتعاسة والبؤس» في الوقت نفسه. ومن ثم فإن السلوك العقلاني أو الفاعل بالنسبة إلى الفقراء يختلف عنه بالنسبة للأغنياء والعكس صحيح. يحتاج الكتاب إلى القارئ الملم بالنظرية الاقتصادية.
يثير موضوع استمرار الفقر الاهتمام نظرا لتعاطف الناس مع الفقراء بوجه عام من ناحية، ولأن الفقر يرتبط ببعض السلوكيات التخريبية مثل الجريمة من جهة أخرى. من المفترض أن الفقراء لديهم حافز قوي لإيجاد وظائف وللتعليم وللسعي نحو حياة أفضل. إلا أن الأمر ليس هكذا دائما وهذا هو سبب التناقض في وجهات النظر بين الأغنياء والفقراء.
يشير الكتاب إلى أن جهود حث الفقراء على الاعتماد على النفس مثل إقامة مؤسسات القروض الصغيرة أو المؤسسات التعاونية ليس من المرجح أن تنجح دون توافر الدعم المادي. حيث إنه طالما كان الناس فقراء فإنهم لا يحققون نجاحا كبيرا في الادخار أو الاقتراض أو الاستثمار لأنهم يفضلون الاستهلاك الفوري.
يضرب الكتاب مثالا بالقروض الصغيرة، يشير فيه إلى الشد والجذب بين الندرة المادية عندما يفترض بالمنفعة الهامشية للاستهلاك أن تزيد، وبين معاملة الفقر على أنه فكرة نسبية مرتبطة بعدم التمكين. يركز الكتاب على الفقر المادي في مثاله. ولكن لو أن الفقراء يفتقدون احترام الذات لأنفسهم وفي أعين الآخرين. فإن الإعانات وغيرها من المساعدات لن تفيد كثيرا في تحسين الوضع.
TITLE: THE PERSISTENCE OF POVERTY: WHY THE ECONOMICS OF THE WELL-OFF CAN>T HELP THE POOR
AUTHOR: PROF. CHARLES H. KARELIS
PUBLISHER: YALE UNIVERSITY PRESS
ISBN-10: 0300151365
JULY 2009
208 PAGES