المسجد الإلكتروني دعوة للتقنية

بدأت تجربة المواقع الإلكترونية تؤتي ثمارها للمساجد التي نفذت هذه التجربة التي أسهمت إلى حد ما في قيامها ببعض برامجها الدعوية، ونشاطاتها المختلفة، والمتابع لهذا يرى أن تلك المساجد أصبحت أشبه بالمؤسسات لزخم البرامج التي تقدمها للمجتمع، فمثلا جامع كجامع عثمان بن عفان في الرياض يمثل صرحا شامخا بين المساجد في الرياض في نوعية الأنشطة التي ينفذها، والتي أصبحت في متناول اليد عبر موقعه الإلكتروني، ولدى الجامع العديد من الأنشطة من أبرزها تنظيم الدورات التطويرية للذات عبر مركز نورين للتدريب والتطوير الذي يتبع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض: وهو مركز متخصص في الدراسات العلمية والميدانية لكل ما يشمل حلقات تحفيظ القرآن الكريم إداريا وتعليميا، كما يقدم الدورات والبرامج الإدارية والتطويرية لمنسوبي الجمعية، في مناخ علمي ملائم لاستثمار الجهود واستخراج الطاقات، باستقطاب الكفاءات في مجال العمل الإداري والتقني، ولكل من له اهتمام وعناية بالقرآن الكريم، ويطبق الجامع لأول مرة بين مساجد المملكة التسميع عبر الهاتف للقرآن الكريم وقد بدأ التسجيل خلال شهر المحرم الحالي، ولعل وجود موقع للجامع هو الذي كشف أنشطته للمتصفحين للإنترنت، وهناك أيضا جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في الرياض الذي يؤمه الشيخ الفاضل فهد الغراب والذي تميز من سنوات بإقامة دورات علمية سنوية في الصيف من كل عام، وقد أصبحت هذه الدورات في متناول يد طلاب العلم، من خلال موقعه الإلكتروني الكبير والثري بالمعلومات، ويوجد في الجامع أضخم مكتبة بين مساجد الرياض، وقد تم تشييد مبنى خاص لها، وكذلك أصبح لها موقع خاص، ويعتبر الجامع من أوائل من أنشأ مواقع إلكترونية في الرياض إن لم يكن أولها على الإطلاق، وعندما نمتدح فكرة إنشاء المواقع الإلكترونية فلا يعني ذلك أن ما ندعو إليه بديلاً عن دور المسجد نفسه، بل إنه الفرصة لتفعيل دور المسجد الحقيقي، وزيادة ترابط مرتاديه بالمسجد نفسه وببعضهم بعضا وبالمجتمع، وسيبقى للمسجد دوره كموقع لأداء العبادات وتحديدا أداء الصلوات المفروضة وغيرها من المناسبات الدينية التي حث عليها الشارع، وفي الجانب الآخر فإن المسجد الإلكتروني يؤدي دوراً ربما أصبح نادرا في الوقت الحاضر وهو الدور الاجتماعي والدعوي بل لا أبالغ إذا قلت إنه أصبح دورا مفقودا، ولذلك فإن وجود المسجد الإلكتروني يسهم في دعم وإرساء دور المسجد الحقيقي، ويفعل دوره بشكل أكبر. فالمسلمون لن يقيموا شعائر الصلاة في المسجد الإلكتروني بل سيذهبون لأداء الصلاة في المسجد، ولكن الموقع الإلكتروني للمسجد ربما يدفع الكثير من الشباب من الاستفادة من الموقع في نشر بعض الأفكار الدعوية المناسبة التي تكون تحت إشراف جهاز دعوي متمكن يمثل إمام المسجد محوره الرئيسي، ويكون أفراده من جماعة المسجد وطلاب الحلقات، وفي ذلك ربط للناس بالمسجد وتجميع شتات نفوسهم نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، إنه جواد كريم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي