صيني على صيني

الصين بلد متطور، وأمريكا تستورد منها منتجات كثيرة، بما في ذلك الأثاث وبعض الأجهزة الكهربائية. ونحن أيضا نستورد من الصين. الفارق الوحيد بيننا وبين أمريكا، أن النظام في أمريكا لا يسمح للمستوردين بتجاوز المواصفات والمقاييس المعتمدة في البلد، ومن يجرؤ على خرق هذا الأمر يتم الزج به في قضايا وعقوبات وتعويضات لا تنتهي.
بينما لدينا نجد أن النظام موجود لكن التجاوز موجود أيضا وهو يبدأ من بوابة عبور البضائع من الموانئ حتى وصولها إلى الأسواق. فهي تحت نظر الجمارك، والمواصفات والمقاييس، وإدارة السلامة في الدفاع المدني، والبلديات...إلخ، ومع ذلك فلسان حال كل هؤلاء يقول «ما دام غيري سمح بمرورها فلماذا أتعب نفسي بملاحقتها؟».
هذا الأمر هو مدعاة للاستغراب، وأحيانا للتندر حتى في الصين، فهم هناك يتساءلون: لماذا يصر بعض رجال الأعمال لديكم على أخذ بضائع بمواصفات تخالف قواعد السلامة؟ هذا شكل من أشكال فساد الضمائر الذي يحتاج إلى إشارة حمراء تساعد على التخفيف من سرطان محال كل شيء بريالين التي أصبحت مغاسل جاهزة لتمرير البضائع المغشوشة. بل إن المغشوش في الكهربائيات ـ مثلا ـ أصبح هو السائد في كل مكان إلى درجة أنك لا تعثر على «الأصلي» إلا بشق الأنفس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي