عجائب أيام السراب
قالت الشركة المنتجة لمسلسل «أيام السراب» وهي تروج له إنه أطول مسلسل عربي. قد يكونون على حق، رغم أن مسلسلا اسمه «الأمانة» عرضه التلفزيون لدينا منذ زمن طويل تتجاوز حلقاته الـ 200. لا بأس، لا أحد يتذكر.
أظنهم أرادوا القول أطول مسلسل محلي. في هذه الحالة لا حرج. فالمسلسل يتقن عرض مشاهد سلبية، ويكرس ممارسات سبق أن قالت لنا المحطة التي تبث المسلسل إنها قررت منعها مثل مسألة التدخين. مرة أخرى لا بأس، لا أحد يتذكر.
ولكن اللافت أن الشركة المنتجة تتعامل بصلف تجاه ردود الأفعال التي ظهرت إثر البدء في بث «أيام السراب». بل إنها تهاجم ممثلا شابا اعتذر لجمهوره بسبب مشاركته في المسلسل، وتصف اعتذاره بأنه ربما ناتج عن «ضغوط أسرية أو اجتماعية»!!
يبدو أن استفزاز الناس بالتركيز على المسائل التافهة أصبح يحرك شركات إنتاج لدينا. وإذا كانت خطيئة «هوامير الصحراء» و«أسوار» لا تزال ما ثلة في أذهان من تابعوهما، فقد أعطى «أيام السراب» مساحة أوسع من التشويه واقتحام المنازل بحكايات وقصص وتصرفات تذكرك بالقبح الذي كان ينثره علينا برنامج «أحمر بالخط العريض» في الـ lbc لكنه هذه المرة ممهور بمباركة أناس منا.
نحن نفرح عندما نشهد حماسا للإنتاج. لكن بعض هذا الإنتاج يقدم صورا قاتمة وبائسة. لا أحد يريد أن يصدق أن مشاهد التفاهة التي يتم عرضها تضر بنا، أن يتم إنتاج «أيام السراب» وأمثاله تحت مظلة محلية، يجعل حتى أولئك الذين كنا في يوم ما نستنكر عليهم تشويهنا يردون: ولكن إنتاجكم المحلي يصوركم بهذه الطريقة.