القرني: المسجد منتدى أدبي ووعظي وليس مكانا للأشعار الساقطة 

القرني: المسجد منتدى أدبي ووعظي وليس مكانا للأشعار الساقطة 

هناك من يستغل المسجد لأغراض وأهداف مخالفة للدين وهذه ممارسة خاطئة نهى عنها الإسلام، حيث أوضح الشيخ عائض بن عبد الله القرني الداعية الإسلامي المعروف، أن أحسن مواقع التأثير، وأعظم قنوات الاتصال، تكون في المسجد؛ لأنه ليس مكاناً للزجر العنيف ولا للمواعظ والتخويف فحسب، ولكنه إلى جانب ذلك منتدى للكلمة الطيبة المباركة، ومنطلق للبيت الشعري الجميل، ومكان للقصة الوعظية الهادفة، وميدان للمناقشة المجدية المثمرة، ومساحة للحوار الهادئ المفيد.
وقد ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن عمر بن الخطاب، وهو عملاق الإسلام وفاروقه ـ رضي الله عنه، مر بحسان بن ثابت شاعر الإسلام وهو ينشد في المسجد، فلحظ إليه عمر، فقال حسان: كنت أنشد فيه، وفيه من خير منك ـ يعني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم. (‍1) ولقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرب المنبر لحسان بن ثابت في مسجده ويقول: ''اهجهم وروح القدس يؤيدك».
وقال: أما إذا تحول المسجد إلى مكان للأشعار الساقطة؛ وما فيها من مديح كذاب، وهجاء مقذع، وكلمات بذئية، وصار إلقاء الشعر عادة مستمرة، وكثر ذلك حتى طغى على قراءة القرآن، وطلب العلم، والذكر، وأداء الطاعات؛ فإنه ينهى عنه، فعند أبي داود في السنن مرفوعاً إليه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: ''من سمعتموه ينشد الشعر في المسجد فقولوا له'' فض الله فاك.
 وأشار القرني: إلى أن أمة الإسلام هي أمة النظام، وأمة الهدوء، وأمة الرتابة، وأعظم المظاهر الحضارية والمنشآت المعمارية في حياتنا هي المساجد، أو قرية من القرى، أو واحة من الواحات، فلينظر إلى مساجدها، وليرى ما مقدار اهتمام الناس بهذه المساجد؟ وما علاقتهم بها؟ حينها يحكم على هذا الجيل أو هذه الطائفة من الناس ومدى رقيهم الحضاري الإسلامي.
وبين إن للمساجد في الإسلام حقوقاً، ولروادها آداباً ينبغي لكل مسلم معرفتها والتمسك بها، والعمل بمقتضاها، فلا يجوز لرواد المساجد أن يرفعوا أصواتهم مشاغبين أو مشوشين؛ لأنها مكان السكينة والهدوء والانضباط . ولأن المسلم يقف فيها أمام مالك الملك، وملك الملوك سبحانه، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ''من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا''.إذ لو فتح الباب لأصبح المسجد مكانا للدعاية والإعلان، ورفع الصوت والضوضاء، وهذا بدوره مخالف لهدي محمد - صلى الله عليه وسلم، ومناقض لرسالة المسجد ومهمته في الحياة.

الأكثر قراءة