دموع تستدر عواطف المصلين
لا تكاد تمر صلاة من الصلوات المفروضة في بعض المساجد دون ظهور من يتشدقون بإسقاط الدموع مصحوبة بكلمات ذات تأثير إنساني لاستدرار عواطف المصلين، وتهيئتهم لمساعدتهم ماديا عند جلوسهم عند أبواب المساجد وهي أسطوانة اعتادوا عليها تدر عليهم المال دون كلل وتعب، وهم يواصلونها بشكل يومي بالتنقل بين المساجد دون حياء ولا خوف ولا وجل، ولا ندري متى ستنتهي هذه الظاهرة المؤلمة التي أكدت إحصاءات سابقة لوزارة الشؤون الاجتماعية بأن أكثرهم من الوافدين الذين يتواجدون بصفة غير شرعية في البلاد.
إن من المؤلم أن يواصل أبطال هذه المبكيات عرض بضاعتهم بشكل يومي داخل المساجد دون رادع لهم، وهم يسببون الأذى في المساجد للمصلين حيث لا يتركون فرصة لهم بذكر الأوراد الشرعية بعد الصلاة، فقد تسلطوا عليهم رغم أنوفهم، فما إن ينتهي الإمام من الصلاة حتى يتسابقوا على عرض بضاعتهم مصحوبة بدموع وكلمات مختارة مؤثرة في الحضور الذين يحملون عاطفة جياشة وحريصين على دعم الخير، ولكنهم للأسف يقعون ضحية بعض هؤلاء النصابين الذي تجدهم يتنقلون من مسجد إلى آخر بكل حرية، والمصلي ينطبق عليه المثل القائل (يا غافل لك الله) فهو يحتار ويتألم في الوقت نفسه من المواقف التي يشاهدها تتكرر عليه بشكل يومي في المسجد مما يؤثر بشكل مباشر في المصلي، وأذكر أنه في إحدى السنوات ذكر لي صديق أنه قام أحد المتسولين ومارس الطريقة التي اعتاد عليها وأراد صاحبنا التعرف على عالم التسول فانتظر حتى انفض الجمع من المسجد، وأخذ يدردش مع المتسول، الذي كان يتكلم مع صديقي بحذر، ويواصل الحديث يقول: وما هي إلا دقائق يسيرة تمر بنا حتى جاءت على مرأى مني إحدى السيارات التي تعتبر مقبولة وعلى شكل جيد، لتصطحب هذا المتسول، ويذهب سريعا وربما كانا يخططان لمسجد آخر يريدان اللحاق به، لأن الحديث كان بين صلاتي المغرب والعشاء، فمثل هذه الصورة تتكرر بشكل يومي، والمسجد الواحد يمر به أكثر من أربعة متسولين في الصلوات المفروضة وربما نستثني من ذلك صلاة الفجر، ولا ندري متى ستختفي هذه الظاهرة، وكيف يمكن توعية المصلين تجاهها لأنها تتكرر بشكل مستمر ومتزايد، وقصة أخرى أذكرها للاستدلال على خديعة بعض هؤلاء للمصلين، حيث ذكر لي إمام مسجد أنه كان يتابع أحد هؤلاء المتسولين بعد إحدى الصلوات وكلم دورية كانت موجودة في الحي، وكان هذا المتسول يظهر أمام المصلين بأنه معوق وحركته ضعيفة، وكان جالسا في المسجد، يقول إمام المسجد إنه عندما شاهد الدورية أطلق لقدميه العنان وهرب من الباب الآخر، وكان هناك سيارة تنتظره فركبها وحاول الهروب إلا أن أفراد الدورية استطاعوا إيقاف السيارة وقبضوا على هؤلاء المتسولين، وهذه بعض الحالات التي تثبت نصب هؤلاء وجمعهم المال من الناس بغير وجه حق، ونأمل أن تكون هناك متابعة للمساجد للحيلولة دون استمرار هؤلاء في النصب على المصلين نسأل الله للجميع الهداية والصواب إنه سميع مجيب الدعاء.