رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


بوصلة الحوار المتحضر

أحد نماذج الحوار في ثقافتنا العربية تلك الملاسنات التي تقوم على ضوئها فكرة البرامج الحوارية في أكثر من قناة عربية، والحلقة تصبح ناجحة حسب الشتائم التي يكيلها طرف للآخر، وكلما زادت قلة الحياء فيها أصبح مؤشر الحلقة إيجابيا.
ومن نماذج حوارنا العربي أيضا تلك النقاشات البيزنطية التي نراها على الإنترنت، وأستحضر نموذجا لا يزال النزاع فيه محتدما، وأعني بذلك المعارك الكلامية التي لا تزال تتناول اللقاءين المصري والجزائري في القاهرة والخرطوم.
إننا عندما نتحدث محليا عن حاجتنا إلى تعلم ثقافة الحوار، نستشرف من خلال ذلك صورة مأمولة، أصبحت نادرة في العالم العربي. إذ حتى الأحاديث العادية والأحداث التافهة، يمكن أن ينتج عنها صراعات وخلافات مؤسفة.
ليس شرطا أن تكون الحقيقة حكرا على نظرة واحدة. وليس شرطا أن يكون سلوكا شخصيا هو الصحيح وما سواه خطأ. إذ مثلما تتعدد أشكالنا، وهيئاتنا، وطريقتنا في المشي، وتختلف لهجاتنا ـ ونحن نتفق على أن هذا أمر بدهي ـ فمن البدهي أيضا أن تكون نظرتنا للآراء تخضع للمقياس نفسها.
على أجيالنا الجديدة أن تتعلم ثقافة الاختلاف في وجهات النظر. هذه الثقافة هي التي تعطي القدرة على هضم الثقافات الأخرى وإثرائها أيضا. الحوار لا يخيف الأقوياء، وأصحاب الحجج الدامغة لا يحتاجون إلى رفع أصواتهم أو التلويح بأيديهم ليقتنع الآخرون بأنهم يقولون الحقيقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي