رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«صباح الخير» .. والتنافس الاقتصادي في الإعلام

صباح الخير برنامج إذاعي صباحي تبثه إذاعة الرياض وقد سررت بمحتواه وأسعد بمتابعتي اليومية له بالقدر الممكن ومثله برامج تخصصية أخرى تبثها الإذاعة أو بثتها تزخر بالقيمة وحصيلة المحتوى ومنها، على سبيل المثال، المستشار الأسري ومستشارك القانوني والمستشار الزراعي وغيرها من البرامج الواضح فيها التجديد والخروج من النمطية بهدف محاكاة لتنافسية في فضاءات ومداءات الكلمة. وهذه البرامج بلا شك تعكس روح الاهتمام بهذا المنبر الإعلامي في ظل منافسة شرسة سواء كانت المنافسة من الإعلام المرئي أو المقروء أو المسموع أو بحكم خصائص ديموغرافية المتلقي والمستمع. ولن أبحث هنا الشأن الإعلامي بشكل عام وفرص التميز فيه أو نقاط الضعف والقوة وكيفية الاستفادة منها، فهذا شأن متروك لأصحابه من المتخصصين المخضرمين في الإعلام بشكل عام وبالذات اقتصاداته لكنني أحاول هنا تقديم إضاءة عن الاقتصاديات الإعلامية، وعلى وجه التحديد، الإذاعة والتلفزيون المحليين. إن التلفزيون السعودي بقنواته الخمس وكذلك القنوات الإذاعية ما زالا - في تقديري - بعيدين عن المنافسة الاقتصادية، وخصوصاً جذب الإعلان وإمكانية التمويل الذاتي أو على الأقل شبه الذاتي على الرغم من إمكاناتهما بالمنافسة. فالعزوف عن الإعلان حتى المحلي منه في تلك الوسائل الإعلامية واضح مقارنة بالفضائيات الأخرى والذي من أسبابه بلا شك تقديرات المعلن لحجم المتابعين لهذه القنوات وعدم جدواها الاقتصادية له بحكم تواضع ما يقدم فيها وبالتالي جذب مشاهدين أكبر. وهذا بلا شك راجع إلى عدد من الأسباب منها الهيكلية النظامية في هذا الشأن على الرغم أن هناك توجهاً بتحويلها إلى مؤسسة تستقل بالاهتمام بشؤونها وعلى رأسها مداخيلها الرأسمالية ومصادرها، إضافة إلى تلك الأسباب الهيكلية الاستمرار في المنهجية النمطية والتي منها مثلا عمومية القنوات وإلا فما المانع من البث مثلا إقليميا أو مناطقيا ولو لساعات محددة وبالتالي خلق فرص اقتصادية في المنطقة نفسها. فإعلان عن مطعم متميز مثلاً في مدينة الخبر لا يهم إنسان يعيش في مدينة رابغ. ولذا لماذا أحمِّل تكاليف صاحب الإعلان تكلفة أكبر لغير المجتمع المستهدف في الإعلان وهكذا.
إن مقومات النجاح في الإعلام السعودي كبيرة وموجودة بحكم ما هيئ لها من موازنات ضخمة خلقت بنية أساسية متمكنة سواء كان ذلك في الموجودات الملموسة أو غيرها من الكوادر البشرية المؤهلة. وما نجاح إذاعة الرياض - في تقديري الشخصي - في برامجها المتجددة المتخصصة إلا شاهد على إمكانية استثمار هذه المقومات المعطلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي