قاعة السينما
في زمن صار بعيدا، أعلنت مدرسة عمر بن الخطاب الطوارئ في مدينتي الصغيرة، وتم احتلال فصلنا وتحويله إلى قاعة للسينما. وقتها كنت في الصف الأول ابتدائي.
تم إغلاق جميع النوافذ في الفصل، ووضع بلاك آوت عليها، كما تم إحضار شاشة بيضاء كبيرة لتغطي السبورة الجدارية السوداء. كنا نتباشر بهذا الوافد الجميل.
بدا ذلك اليوم مثيرا للغاية. كنا في ساحة المدرسة، نتطفل من بعيد ونترقب صوت المدرس: «فصل أولى ب دخول إلى القاعة». كان يوما جميلا، توافد فيه الطلاب إلى قاعة السينما.
كانت إرادة الإدارة البدء بطلاب السادسة الابتدائية، ثم المرحلة التي تليها... هكذا قرر الكبار، ودوما على الصغار الانصياع للإرادات الكبرى، لأن هذه هي طبيعة الحياة.
رغم أن ساعات اللهو واللعب كانت جميلة، لكن انتظارنا لدورنا في مشاهدة السينما كان أطول. لم يكن حتى التلفزيون قد وصل إلى مدينتنا في ذلك الزمن.
انتهى الوقت، غادر الجميع المدرسة، وغادرناها معهم بعد أن نهرنا مدرس التربية الرياضية قائلا: خلاص، إن شاء الله السنة الجاية تشوفون السينما. في الصباح عدنا إلى فصلنا الدراسي، كانت آثار السينما لا تزال عالقة على الجدران، وكان شوقنا للسينما أكبر.