حسن الخلق يجب أن يسود بين رواد المساجد وفي التعامل اليومي

حسن الخلق يجب أن يسود بين رواد المساجد وفي التعامل اليومي

من الممارسات الخاطئة التي تحدث في حياتنا سوء الخلق وعدم التعامل الحسن والغش التجاري، سوا ء بين المصلين في المسجد أو في التعاملات التجارية أو غير ذلك. حول ذلك يقول الشيخ الدكتور علي بن محمد باروم مدير وحدة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى في مكة المكرمة, إنه لا يخفى على كل ذي لب ما للأخلاق من أثر في حياة الأمم والشعوب، وفي الحديث المتفق عليه: «وإن من الشعر لحكمة». وعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخُلق، وإنَّ صاحب الخُلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة». ولعل البعض يظنُّ ألا دخل للأخلاق في التجارة، وكأنَّه نسي أنَّ الأخلاق الحسنة كانت سبباً في انتشار الإسلام في الآفاق؛ كما هو الحال في بلاد جاوة وغيرها.
بل إنَّ حسن الخلق في التجارة كان سبباً في دخول الجنة، ففي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «أُُتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالاً، فقال له ماذا عملت في الدنيا؟ (ولا يكتمون الله حديثاً(. قال: يا رب آتيتني مالك؛ فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي الجواز ـ التسامح ـ فكنت أتيسر على الموسر، وأُنظر المعسر. فقال الله: تجاوزوا عن عبدي».
فما أحوجنا إلى هذا الخلق العزيز هذه الأيام، إذ تلمس من بعض التجار الحرص على إيقاع الآخرين في مأزق مالي، وأزمة تجارية خانقة ليستحوذ على ثروته، ويُنهي مسيرته التجارية، وهذا ظاهر جداً فيما يجري الآن من أزماتٍ كارثيَّة في أسواق الأسهم التجارية.
فمن أخلاق المسلم الصدق والأمانة في التعامل في حياته اليومية سواء في العمل أو مع الذين يقابلهم خمس مرات في اليوم في المسجد, فإذا كان تاجرا فعليه أن يكون متحليا بذلك فلا يغش ولا يكون سيئ الخلق، وقد ورد في فضل ذلك عند الترمذي عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء» وقال: حديث حسن (1224 ح).
ونقيض هذا الخلق الغش والخيانة، وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم: «أنه مر في السوق على رجل يبيع طعاماً، فأدخل يده فوجد بللاً، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام ؟! قال : أصابته السماء يا رسول الله. فقال هلا جعلته في أعلاه حتى يراه الناس، من غشَّنا فليس منا».
ولهذا ورد التحذير من أسباب الفجور في التجارة، فعند الترمذي عن رفاعة بن رافع ـ رضي الله عنه ـ أنَّه خرج مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المصلى فرأى النَّاس يتبايعون فقال: « يا معشر التجار!» فاستجابوا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال: «إنَّ التجار يُبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبرَّ وصدق» وقال هذا حديث حسن صحيح.

الأكثر قراءة