دعوة إلى وضع تصور واضح للمساجد قبل تخطيطها
قال مختص في هندسة المساجد إن تصاميم كثير من المخططات السكنية لم تراع الخصوصيات الهندسية للمساجد، إضافة إلى عدم اهتمامها بتوفير الأمان وسهولة الوصول إليها.
وقال المهندس أيمن آل عابد المتخصص في هندسة وعمارة المساجد إن كثيرا من المساجد تفتقد ما يسمى سهولة الوصول Accessibility, حيث تتعقد الطرق المؤدية إليها وتتطلب بعضها عبور شوارع خطرة مزدحمة بالسيارات المسرعة التي تتسبب في قتل كثيرين, إضافة إلى عدم نفاذ بعض هذه الشوارع.
ودعا آل عابد إلى ضرورة العمل على تحقيق «الأمان» عند التفكير في بناء المساجد أو التخطيط لها ضمن مخططات تقسيم الأراضي، حيث أوضح أن المسافة المحددة للوصول إلى المسجدcasement area, أي منطقة التخديم، يتم تقسيمه إلى ثلاثة نطاقات : يراوح الأول فيه بين 200 و300 متر, وذلك فيما يخص المساجد المحلية، أما فيما يتعلق بالنطاق الثاني أو الدرجة الثانية من المساجد وهو المسجد الجامع فيراوح منطقة التخديم, أي المسافة المطلوبة للوصول إلى المسجد, في قطر يراوح بين 300 متر و500 متر, وما زاد على ذلك يكون لمصليات العيد. ونوه إلى اختلاف المعايير التصميمية بين الجامع الكبير والمساجد المحلي، وأضاف أننا لا نستطيع تطبيق المعايير التصميمية بحذافيرها, وذلك لأن لكل قاعدة شواذ ولكل فترة زمنية احتياجاتها ومتغيراته ، لكنه أكد ضرورة الالتزام بهذه المسافات عند بناء المساجد من أجل تسهيل الأمر على المصلين.
وفي السياق نفسه دعا آل عابد إلى ضرورة تزويد جميع المناطق والأحياء بمساجد قطاعية جامعة أو ما يسمى بمسجد العيد, وذلك لخدمة 50 ألف نسمة إلى 100 ألف نسمة, وهو رقم ـ كما قال ـ قابل للارتفاع بسبب رغبة بعضهم في إضافة ملحقات مفيدة كالمكتبات أو قاعات الدراسة, حيث تراوح نسبة المساحة اللازمة للفرد هنا بين 1.4م2 و1.7م2، وفقا للخدمات المقدمة. ولا تحدد مسافة المشي إلى هذه المساجد وإنما يتم الوصول إليها بالسيارة.
وفيما يخص المساجد المحلية قال آل عابد «في العادة تخدم المساجد المحلية بين « 2500 و3000 نسمة, أي ما نسبته 25 في المائة من عدد ذكور المنطقة التي يقع فيها المسجد», وأضاف «لكن يجب ألا يقل استيعاب حرم مثل هذه المساجد عن 15 في المائة من ذكور المنطقة». وأوصي في الإطار نفسه ألا يقل استيعاب أي مصلى عن 100 إلى 150 مصليا على اعتبار أن جزءا من المصلين سيشغلون المساجد الجامعة بصفة مستمرة, إضافة إلى وجود مسجد جامع متوسط.وبالعودة إلى المساجد الجامعة قال آل عابد إنها يجب أن تخدم كل أربعة محال سكنية، وألا يقل استيعاب حرمه عن ألف مصل؛ وسعته عن استيعاب 25 في المائة من سكان المنطقة, وأضاف أن تحديد عدد وحجم المساجد الجامعة تتم في العادة بحسب عدد المصلين في المنطقة التي تخدمها.