مجلس الذهب العالمي يتوقع استمرار اندفاع المستثمرين الخليجيين نحو المعدن الأصفر
استبعد مجلس الذهب العالمي تراجع مبيعات المعدن الأصفر في المنطقة مع ارتفاع أسعار الذهب الذي يستقر منذ فترة فوق حاجز الألف دولار للأونصة مرجحا استمرار اندفاع المستثمرين في الخليج للاستثمار في الذهب والأسهم المتعلقة بالمعدن الأصفر.
وأكد عدنان فخر الدين المدير التنفيذي للمكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي في الشرق الأوسط وتركيا في لقاء مع «الاقتصادية» أن مشتري الذهب ينقسمون إلى فئتين، الأولى تواظب على شراء الذهب مهما كانت الأسعار، والثانية تفضل التروي والانتظار، وفي الغالب فإنهم يعادون شراء الذهب بعدما تستقر الأسعار.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الذهب لا يؤثر في جميع الفئات «التأثير يكون مرحليا ومؤقتا أي أنه لا يدوم» وبالنسبة لارتفاع الأسعار وتأثيره في منطقة الخليج، فنلاحظ أن أسعار الذهب اندفعت بقوة نحو الأعلى، وكان التأثير قوياً للغاية، ولكن في المقابل نلاحظ أنه في خضم هذا الأسعار العالية كان هناك إقبال كبير على الأنشطة الاستثمارية والأسهم المتعلقة بالذهب، ونأمل أن تحد هذه الأنشطة الاستثمارية من تأثيرات ارتفاع أسعار الذهب.
وقال إن مجلس الذهب العالمي يبذل جهودا كبيرة للترويج للذهب في المنطقة وذلك بالتعاون مع كبار تجار الذهب من خلال ترويجية في المناسبات والأعياد كعيدي الأضحى والفطر وأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات، كما أن هناك تعاونا مع بعض الشركات التي لها اسم كبير في السوق، حيث نطلق مجموعة مجوهرات ذهبية معينة نستهدف من خلالها فئة معينة من مستهلكي الذهب، وتأثير هذه الحملة يكون أقوى وفعالاً أكثر، ويستمر لفترة طويلة من الزمن.
ويرجع فخر الدين اندفاع المستثمرين نحو الاستثمار في الذهب بعد الخسائر الفادحة في أسواق المال إلى أن المستثمرين والتجار يلجأون إلى الذهب دائماً في وقت الأزمات «هذا أمر ليس بجديد، بل منذ أمد بعيد والأزمة المالية الأخيرة التي ضربت العالم وضعت المعدن الأصفر على المحك وأثبت الذهب فعلاً أنه الملاذ الآمن وقت الأزمات».
وأوضح أن ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى عوامل كثيرة أهمها الأزمة المالية العالمية وضعف الدولار وتذبذب أسعار النفط وساهمت جميع هذه العوامل في رفع الطلب على الذهب وهناك تخوف الآن من حصول تضخم نتيجة الأموال الكبيرة التي انفقتها كثير من الدول حول العالم لتحفيز الاقتصاد، وقد تحول الذهب من كونه ملاذاً آمناً في وقت الأزمات إلى قطاع استثماري قائم بحد ذاته.
وأكد فخر الدين أن السوق السعودية من أكبر أسواق الذهب في العالم وهي سوق تختلف عن بقية الأسواق حيث تعتمد في مبيعاتها على الطلب الداخلي من المناسبات والأفراح والأعياد، كما أنها لا ترتبط بالسياح كغيرها من الأسواق، إنما تعتمد على مشتريات المواطنين السعوديين بالدرجة الأولى، لذلك فإن الأزمة المالية العالمية وما رافقها من تأثير نقص تدفق السياح إلى المنطقة لم تؤثر كثيراً في سوق الذهب في السعودية.
واستبعد تأثر مكانة دبي كمدينة للذهب مع تراجع حركة السياحة وتضررها من الأزمة المالية، حيث تعرضت دبي لضغوط كبيرة في الفترة الأخيرة وعلى الرغم من تراجع حركة السياح، إلا أن تأثير ذلك كان محدوداً في أسواق الذهب، وتلعب دبي دوراً مهما بوصفها أكبر مصدر للذهب إلى القارة الهندية ومنطقة وسط آسيا، وهي أكبر موزع للذهب الإيطالي في العالم، وأعتقد أن دبي وما تحمله من مزايا يؤهلها لأن تلعب دوراً مهماً وكبيراً في المستقبل.