رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أحلام الفتى عمران

عمران شاب من بنجلادش، كان يعمل في مجال الإلكترونيات منذ سنوات، وهو يرفل بالراحة، خاصة أنه مرتاح مع كفيله الجديد الذي يكتفي بالحصول كل آخر شهر على جزء متفق عليه من العوائد.
عمران صادق مع كفيله، والكفيل راض بالمحصول الشهري. لكن عمران قرر فجأة أن يتخلى عن عمله الحالي، فهناك فرصة أكبر، وطريقة أسرع لتحقيق دخل أكبر. والكفيل مرن جدا. باشر عمران عمله الجديد مقاولا للبناء، وحصل على عقد من شركة ضخمة، تدير مشروعات كبيرة، ويبدو أن متطلبات مرحلة الطفرة العقارية تفرض عليها تسنيد الأعمال على مقاولين من الباطن، وعلى السلسلة أن تمتد من مقاول إلى آخر حتى تنتهي إلى الفتى عمران وأمثاله.
يقول عمران: أنتم في بلد مليء بالأعمال، ولكنكم لا تبحثون عنها. ويجلس عمران على مجموعة من المشروعات التي لا تخطر على بال، وكفيله بالمناسبة لا يملك ترخيص شركة مقاولات، وربما هو آخر من يعلم عن منجزات عمران. هنا أجدني ملزما بالسكوت عن الكلام المباح، ولكني أتمنى ممن يهمه الأمر أن يفتش في مقاولاتنا العملاقة حتى يتأكد من وجود هذه الظاهرة.
ولعل مثل هذا الأمر يفسر لنا، لماذا ننفق المليارات على مشروعات نكتشف أن تنفيذها رديء جدا. لا تلوموا عمران، ولا كفيل عمران، أظن أن اللوم ينبغي أن يطال شركات تعد على الأصابع هي المؤهلة الوحيدة لحيازة مشاريع كبيرة.
أظننا بحاجة لإعادة تقييم هذه الشركات. كما أننا بحاجة إلى إعادة النظر في الشروط الموجودة في كراسة المناقصات فالواضح أنها لا تسمن ولا تغني من جوع في بعض المشروعات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي