سلطان السخاء.. وسلمان الوفاء مرحباً
يحتفل السعوديون أفرادا ومجموعات ومؤسسات بسعادة بالغة وبأفراح عديدة في شتى صورها وأشكالها مبتهجين بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران، من رحلته العلاجية وفترة النقاهة التي قضاها في المغرب الشقيق سالماً معافى - بإذن الله تعالى - وسلطان بن عبد العزيز الإنسان يمثل ظاهرة فريدة في تاريخ السعودية فهو مستودع كبير للطف والعطف والمساندة والمساعدة وبذل الغالي والنفيس للحاضر والبادي في أرجاء الوطن كافة, تجده باستمرار هاشاً باشاً يفتر ثغره الباسم عن ابتسامة تهدئ روح المواطن وتدرك السائل بكثير من الهدوء فيشعر أن سلطان الخير جزء منه وهو جزء من ذلك الإنسان الكبير لعطائه وعطفه ولطفه, فهو مع المواطن في سرائه وضرائه، كما أنه شارك بفعالية واقتدار في إدارة دفة الحكم السعودي منذ نعومة أظافره أميراً للرياض في سن مبكرة من عمره المديد - بإذن الله تعالى - ثم وزيراً للمواصلات والزراعة قبل أن يستقر به المقام وزيراً للدفاع لما يزيد على 50 عاماً تفرغ خلالها لبناء منظومة الجيش السعودي وقواته الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي، كما أشرف شخصياً وشجع افتتاح الكليات العسكرية وكلية القيادة والأركان والمعاهد الفنية التي تغذي الجيش بالكثير من متطلباته سواء على مستوى الكوادر الفنية والضباط أو الطيارين الأكثر تهيؤا في الشرق الأوسط تدريباً وتأهيلاً وعلماً ودراية ـ كما تسايرهم في هذا الاتجاه القوات البحرية والبرية وقوات الدفاع وقوات الدفاع الجوي, ولم تشغله المهام الكبيرة عن هموم الوطن وخططه الاستراتيجية فقد رأس لجنة الإصلاح الإداري التي كان لها دور كبير في زرع بذرة الإصلاح وإعادة التنظيم لكثير من الدوائر الحكومية ـ ورأس أيضا المجلس الأعلى للتعليم والدعوة والإسلامية ومناشط كثيرة اهتم بها سموه لتصب جميعها في خدمة هذا الوطن العملاق واهتماماته التنموية، ولا شك أن انتشار المدن العسكرية في بعض مدن المملكة كان حافزاً كبيراً لنموها وتقدمها وتيسير أسباب العيش الكريم لكثير من المواطنين، وهذا الواقع الملموس في الخرج وخميس مشيط وتبوك وحفر الباطن والظهران، وغيرها فقد كانت هذه المراكز والقواعد ركناً مهما من أركان النمو والتقدم والتنمية في هذه المناطق ـ وظل سموه الكريم عند توليه ولاية العهد ومبايعة مولاي الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ساعداً أيمن وعضداً كبيراً في المشاركة الفاعلة في المجلس الاقتصادي الأعلى ومجلس البترول الأعلى نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، وسموه -حفظه الله - اختط له أسلوبا فريداً في إدارة وقته فهو لا ينغمس في الأعمال الإدارية التي تشغل الكثير من المسؤولين ولكنه يجد الوقت الكافي لزيارة أبنائه رجال القوات المسلحة في الشمال والجنوب والشرق والغرب ويأنس ـ حفظه الله ـ بزيارة المدينة المنورة لعدة أيام في شهر رمضان المبارك قبل الانتقال لمكة المكرمة في الجزء الأخير من شهر رمضان المبارك كل عام يختم ذلك العمل المقبول ـ بإذن الله ـ بزيارة إحدى المناطق العسكرية وقضاء فترة العيد مع أبنائه منسوبي القوات المسلحة. إن سلطان بن عبد العزيز قافلة خير تسير وصندوق بر ووفاء وعطاء لإخوانه وأهله ومحبيه, وعلى الرغم من مشاغله الكثيرة في إدارة ورئاسة الكثير من شؤون الدولة وشجونها إلا أن ذلك الحديث يطول ـ والحديث عن سلطان بن عبد العزيز واقع يحتاج إلى أسفار من الكتب وأطنان من الأحبار لرصد مسيرة هذا العملاق ومشاركته الفاعلة في إدارة دفة الحكم ـ ولا تغيب شمس يوم إلا ولسلطان الخير مبادرة خير وفعل إحسان وإصلاح ذات البين وإغاثة ملهوف أو إنقاذ مريض أو إقالة عثرة مواطن, وما كراسي سموه في الجامعة لأبحاث المياه والتصحر, وكذلك إنشاء مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية ومدينة الأمير سلطان الإنسانية إلا غيض من فيض إحسانه وأعمال الخير التي نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات سموه الكريم، ولا أنسى ونحن جميعاً نحتفي بعودة سموه الكريم أن نثمن لأميرنا المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز وقفته الأخوية ومساندته لأخيه في محنة مرضه وفي فتره نقاهته والغياب عن الرياض الحبيبة لأكثر من عام وما ذلك إلا وفاء نادر وتضحية مباركة من هذا الأمير الفذ ليكون بجانب أخيه نيابة عنا جميعاً, فقد كانت قلوبنا مع سلطان وسلمان والحمد الله على السلامة وعود حميد وعمر مديد وسلامة دائمة للجميع. والله الموفق.