دعوة إلى التقليل من زخرفة المساجد والتوسع في بنائها

دعوة إلى التقليل من زخرفة المساجد والتوسع في بنائها
دعوة إلى التقليل من زخرفة المساجد والتوسع في بنائها
دعوة إلى التقليل من زخرفة المساجد والتوسع في بنائها

دعا عدد من المختصين إلى تقليص تكلفة بناء المساجد واختيار المناطق والأحياء المحتاجة ليتم البناء فيها، خصوصا في ظل توقف وتأخر بناء مساجد لزيادة تكلفتها، وطالبوا بضرورة إقناع بعض المحسنين لبناء مساجد في أماكن الاحتياج الفعلي، وأكدوا أن حرص أهل الخير على بناء المساجد من الأمور التي تسعد كل مسلم.

#2#
في البداية أكد الشيخ الدكتور مسعود الغامدي, الداعية الإسلامي, أن بناء المساجد وتسابق المحسنين عليه, أمر يدعو إلى الفرح والسرور، وقال إن تبني مشاريع بناء المساجد ـ ولله الحمد ـ في بلادنا أمر ملموس وواضح ونرجو أن يستمر, لكن يجب أن تكون أهداف بناء المساجد هي إقامة الشعائر الدينية لا المبالغة في بنائها بشكل واضح جدا, ولا أبالغ إذا قلت إن هناك تنافسا بين بعض الراغبين في بناء المساجد سواء في الزخرفة أو في الشكل العام, وهذه الزخرفة تسهم في أن تكون تكلفة المسجد عالية جدا, ويمكن أن يبنى بها أكثر من مسجد, وبعض المساجد يتوقف المتبرع فيها عن إكمال المسجد لعدم القدرة المالية مع أنه ملتزم بذلك, كما أن الملاحظ إصرار بعض المتبرعين على أن يبني مسجده في حي راق ورفض البناء في الأحياء الفقيرة التي هي في حاجة ماسة إلى بناء مساجد, وكذلك في بعض القرى القريبة من المدن, وهذا مع الأسف الشديد, يدخل في المباهاة في بناء المساجد, وهذا يحتاج إلى إعادة نظر من المتبرعين ببناء المساجد. وأشار الشيخ الغامدي إلى أن مسؤولية وسائل الإعلام كبيرة في توجيه المتبرعين إلى بناء المساجد حسب الحاجة الماسة, لأن الناس يتأثرون بوسائل الإعلام بشكل أكبر، ويكون ذلك من خلال استضافة العلماء والدعاة الذين عليهم مسؤولية توضيح هذا الجانب وتوعية المتبرعين بضرورة البناء في أماكن الحاجة, وذلك بالتوعية مع ذكر الأدلة الشرعية في هذا الأمر, وكذلك هناك مسؤولية مباشرة يمكن أن تقوم بها ووزارة الشؤون الإسلامية, بحيث تضع سياسة تقنع من خلالها المتبرعين باستثمار سيولة المتبرعين إذا كانت ميزانية كبيرة جدا بإقناعه بهذا الجانب الذي يحل أزمة عديد من المناطق والقرى المحتاجة,.

من جانبه, حث الشيخ محمد علي زبرماوي, إمام مسجد الزبير في مكة, على أهمية استمرار بناء المساجد في بلادنا, وقال : يشكر كثيرا المحسنون ووزارة الشؤون الإسلامية على الاهتمام بهذا العمل المهم لكل مسلم, وأضاف أن هذا العمل في بناء المساجد أجره عظيم عند الله بمصداق أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم، لكن أرى أنه لابد من تحديد الاحتياج الفعلي في كل مدينة ومحافظة وقرية حتى يحقق البناء الهدف والاحتياج في وقت واحد.
#3#
ويرى المهندس الاستشاري أيمن بن عمر آل عابد أن ترشيد نفقات المساجد يبدأ بالتركيز على الأمور المهمة والبعد عن المبالغة في الإنفاق على أمور يمكن أن يتم الاستغناء عنها, ويضيف: أنه على سبيل المثال إنشاء القباب في المساجد كان ظاهرة واضحة في السابق وبالعودة إلى التاريخ نجد أن القباب شكلت عنصرا مهما في العُهود الإسلامية الغابرة, فقد كانت بمثابة الهوية التي نستطيع أن نتعرف من خلالها على الدولة الإسلامية، وعلى شكل انتمائها هل هو أموي أم عباسي أم سلجوقي. ويضيف آل عابد «إن ذلك يظهر واضحاً في العمارة المصرية والدمشقية القديمة الباقية حتى الآن على سبيل المثال وليس الحصر, لكن في الوقت الحاضر أصبحت التكلفة في بناء المساجد عاملا مهما, إذ لا بد أن تكون قليلة ومناسبة، وهذا ما يأتي من خلال الاختصار .. اختصار العناصر المعمارية غير الضرورية», ويضيف «إن القباب وما تستهلكه من كميات هائلة من الحديد والخرسانة في تنفيذها أصبحت تستهلك قدرا كبيرا من التكاليف التي نحن في حاجة إلى أن نضعها في قنوات أخرى، وهناك إلى جانب ذلك نحن في حاجة إلى تقليل تكلفة الصيانة لهذه القباب».
إن الإسلام دين روح وجوهر وليس دين شكل ومظهر فقط.
ودعا آل عابد المسلمين في كل مكان إلى اتباع أسس جديدة في ترتيب الأوليات في بناء المساجد والاستفادة من العناصر المعمارية التي استخدمت في السابق ولم يعد لها احتياج فعلي في الوقت الحاضر, وذلك ـ كما يقول - في ظل الرغبة المتزايدة في تقليل التكليف وزيادة الجودة وهي ما يسمي الهندسة القيمية.

الأكثر قراءة