عادات مذمومة في المساجد
تدلف في أحايين كثيرة إلى المسجد، وتفرح للحالة الجميلة التي يعيشها هذا المسجد من انضباط المصلين وحرصهم على نظافة المسجد وعلى السكون وعدم التفرغ للأحاديث الجانبية التي تشوش على المصلين، كما تجد في المسجد طيباً من البخور الذي يفتح النفس للبقاء أكثر في المسجد وقراءة القرآن والكتب المفيدة في المسجد، وهذا المسجد يعتبر نموذجيا وهو لا يوجد فيه أي من المنغصات والعادات المذمومة، وعكس ذلك تماما، قد تذهب إلى مسجد آخر لكن وضعه مختلف فالتنافس على الصف الأول على أشده وهذا أمر محمود، وهناك أدلة على الترغيب فيه، لكن المشكلة أن الذي يأتي متأخرا يضايق من جاء مبكرا فيأتي المتأخر للصف الأول ويطلب من بعض المصلين التحرك يمينا وشمالا حتى يجد له مكاناً في الصف الأول، ولو أن هذا الفعل كان منه لمرة واحدة لكان الأمر هينا لكنه يصبح عادة عنده، ما إن يأتي إلى المسجد إلا ويتوجه صوب الصف الأول وهو متأخر وغيره سبقه بوقت كاف، وهذا في أغلب الأحيان يحدث مشكلات بين المصلين، والأولى أن يأتي الراغب في الأجر مبكرا حتى لا يضايق إخوانه المصلين في الصف الأول، وهناك طائفة أخرى مسلكها أكبر خطأ وهو أنها تحضر للصلاة مبكرا ثم تجلس في الصفوف الأخيرة في المسجد وتزهد زهدا كبيرا في الصف الأول إما كسلا أو حياء أو جهلا أو عادة وهذا المسلك فيه مخالفة للسنة فقد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه تأخرا فقال لهم: (تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله). رواه مسلم
وكان سعيد بن المسيب - رحمه الله - يحضر إلى المسجد قبل الأذان واستمر على ذلك مدة لا تقل عن 30 سنة؛ فقد روى الإمام بن أبي شيبة عن سعيد ابن المسيب قال: (ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد)، ومن العادات المذمومة التي تصدر من بعض المصلين تخطي الرقاب وخصوصا في صلاة الجمعة ويقول عن ذلك الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - «إنه لا يتخطى الشخص حتى ولو إلى فرجة؛ لأن العلة وهي الأذية موجودة، وكونهم لا يتقدمون إليها قد يكون هناك سبب من الأسباب، مثل: أن تكون الفرجة في أول الأمر ليست واسعة، ثم مع التزحزح اتسعت، فحينئذٍ لا يكون منهم تفريط، فالأولى الأخذ بالعموم وهو ألا يتخطى إلى الفرجة، لكن لو تخطى برفق واستأذن ممن يتخطاه إلى هذه الفرجة فأرجو ألا يكون في ذلك بأس»، وكذلك إلقاء النخامة في المسجد ورمي النخامة فيه وهذا يحدث من بعض الناس سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، وآمل أن مثل هذه العادات المذمومة لا تتكرر في المساجد لأن فيها مخالفة شرعية نسأل الله أن يوفقنا إلى اتباع نهج المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إنه جواد كريم.