جني أرباح يوقف «تفاؤل الأسهم الخليجية» مع انتعاش المضاربات والكسب السريع
أوقفت عمليات جني أرباح سريعة وفجائية ، موجة التفاؤل التي عمت أسواق الأسهم الخليجية خصوصا الإماراتية عقب انفراج أزمة ديون دبي التي دفعت الأسواق للارتفاع بنسب قياسية أمس الأول وصلت إلى الحد الأعلى 15 في المائة في دبي. وقال وسطاء ومحللون، إن مضاربين ومتداولين يوميين استفادوا من الصعود القوي للأسواق وقاموا بعمليات بيع عند أعلى مستويات للمؤشرات قبل خروجهم من الأسواق مخلفين وراءهم تراجعات لجميع الأسواق باستثناء سوقي الكويت والبحرين اللتين سجلتا ارتفاعات طفيفة.
ودفعت موجة التفاؤل سوق دبي بداية الجلسة لمواصلة صعودها القوي، وتخطى المؤشر حاجز ألفي نقطة بارتفاع أكثر من 7 في المائة وسط فرحة غامرة سيطرت على المتداولين الذين كانوا يتوقعون يوما ثانيا من الارتفاع بالحد الأعلى 15 في المائة غير أن عمليات بيع قوية وفجائية عكست مسار المؤشر وبددت كامل مكاسب السوق التي اضطرت إلى التراجع بنحو 1.5 في المائة، والأمر ذاته شهدته سوق العاصمة أبو ظبي التي تحولت هي الأخرى من الارتفاع إلى الانخفاض بنحو 0.96 في المائة.
وتراجعت سوق الدوحة أيضاً بنصف في المائة، وسوق مسقط 0.34 في المائة، في حين واصلت البورصة الكويتية ارتفاعاتها الطفيفة بنحو 0.33 في المائة بعدما عكست مسارها من الانخفاض، كما مالت سوق البحرين نحو الارتفاع الطفيف 0.05 في المائة. وتوافد المتعاملون على سوق دبي على أمل مشاهدة جلسة ثانية من الارتفاع بالحد الأعلى، كما توقع المحللون والوسطاء، على خلفية موجة التفاؤل التي عمت الأسواق عقب إعلان دبي أمس الأول حصولها على دعم من حكومة أبو ظبي بقيمة عشرة مليارات دولار لسداد مستحقات ديون «دبي العالمية»، وبالفعل افتتحت السوق على فجوة كبيرة بين أسعار إغلاق أمس الأول وأسعار الافتتاح التي كانت أعلى سعر للعديد من الأسهم، ليتجاوز معها المؤشر حاجز ألفي نقطة بارتفاع بأكثر من 7 في المائة.
ووسط هذه الموجة من الارتياح غيرت السوق مسارها بعدما انقلبت طلبات الشراء إلى بيع مكثف طال أغلبية الأسهم المتداولة ليتراجع المؤشر بقوة وسط تعاملات تجاوزت مليار درهم، وقال وسطاء إن مضاربين ومتداولين يوميين أرادا الاستفادة من موجة الصعود القوية أمس الأول وبدايات الجلسة وقاموا بعمليات جني أرباح سريعة والخروج من السوق.
وتمكن سهم إعمار مع ثلاثة أسهم أخرى فقط من إنهاء الجلسة على ارتفاع بنسبة 3 في المائة إلى 3.70 درهم بعدما كان قد كسر حاجز أربعة دراهم إلى 4.14 درهم، وهو ما فعله أيضا سهم أرابتك الذي ارتفع بنحو 1.3 في المائة إلى 2.29 درهم, وكما حدث أمس الأول خالف سهم بنك الإمارات دبي الوطني مسار السوق ولكن هذه المرة نحو الارتفاع بالحد الأعلى 5 في المائة دون عروض بيع إلى 3.45 درهم.
وعلى العكس، غيرت بقية الأسهم المتداولة 24 شركة مسارها من الارتفاع القوي إلى الهبوط الحاد الذي وصل إلى الحد الأقصى 10 في المائة كما في أسهم دبي للاستثمار ومصرف عجمان وأرامكس، كما انخفض سهم دبي الإسلامي 6.3 في المائة إلى 2.35 درهم من ارتفاع عند أعلى سعر 2.79 درهم. وقللت الارتفاعات المتواصلة لأسهم البنوك والعقارات من تراجع السوق الظبيانية التي حافظت على تداولاتها النشطة بقيمة 367.8 مليون درهم من تداول 155 مليون سهم، وسط انخفاض أسعار 21 شركة مقابل ارتفاع أسعار عشر شركات أخرى.
وواصلت أسهم البنوك قفزاتها بقيادة سهم بنك الاستثمار 9.6 في المائة إلى 1.82 درهم، و«أبو ظبي التجاري» 6.4 في المائة إلى 1.80 درهم، و«أبو ظبي الوطني» 4.6 في المائة إلى 13.10 درهم، كما ارتفع سهم الدار العقارية 6.5 في المائة إلى 5.09 درهم، و«صروح» 2.5 في المائة إلى 2.75 درهم، في حين انخفض سهم المؤسسة الوطنية للسياحة بأعلى نسبة 7.3 في المائة إلى 3.52 درهم، وبنك أم القيوين 3.6 في المائة إلى 3.47 درهم.
وتأثرت البورصة القطرية بجني الأرباح الذي طال أسواق الإمارات، وإن تمكنت من تمسكها بالبقاء فوق مستوى سبعة آلاف نقطة وسط تداولات ضعيفة لم تصل إلى 230 مليون ريال من تداول سبعة ملايين سهم، منها مليونان لسهم الريان الذي استقر دون تغير عند 13.8 ريال.
وسجلت أغلب الأسهم الثقيلة انخفاضا ففي قطاع البنوك تراجع سهم المصرف بنحو 0.98 في المائة إلى 81.3 ريال، في حين ارتفع سهم البنك التجاري 0.31 في المائة إلى 65.2 ريال، وانخفض سهم صناعات قطر الأثقل في المؤشر 0.86 في المائة إلى 115.6 ريال، و«كيوتل» 2 في المائة إلى 144 ريالا.
وبعد يوم من النشاط القوي تراجعت سوق مسقط التي شهدت انخفاضا ملموسا في تعاملاتها بأكثر من النصف إلى 6.6 مليون ريال من تداول 18 مليون سهم منها تعاملات بقيمة مليوني ريال لثلاثة أسهم هي: «الجزيرة للخدمات» و«الأنوار القابضة» وبنك مسقط، وارتفع الأول بنحو 1 في المائة إلى 0.301 ريال، وانخفض الثاني 3.3 في المائة إلى 0.261 ريال، والثالث 0.6 في المائة إلى 0.826 ريال. في حين ارتفع سهم عمانتل ثاني الأسهم الثقيلة بنحو 0.16 في المائة إلى 1.281 ريال، والبنك الأهلي 1.5 في المائة إلى 0.210 ريال، وبنك صحار بأقل من نصف في المائة إلى 0.222 ريال.
وواصلت البورصة الكويتية ارتفاعاتها بدعم طفيف من أسهم الاستثمار والصناعة بعدما ضغطت أسهم البنوك على مؤشر السوق التي ظلت على انخفاض طيلة الجلسة قبل أن تغير من مسارها قرب الإغلاق مع تحسن نسبي في التعاملات التي بلغت قيمتها 71 مليون دينار من تداول 568.8 مليون سهم.
وتباين أداء أسهم البنوك بين استقرار للأغلبية دون تغير مثل بنك الكويت الوطني وبنك بوبيان، وبنك الخليج، والبنك التجاري، وانخفاض لسهم برقان 2.8 في المائة إلى 0.345 دينار، وارتفاع لسهم بيتك 3.7 في المائة إلى 1.12 دينار، كما ارتفع سهم زين بنحو 4 في المائة إلى 1.04 دينار، في حين انخفض سهم جلوبل 4.8 في المائة إلى 99 فلسا بعد ثلاث جلسات من الارتفاع عقب إعلان الشركة توصلها إلى اتفاق مع دائنيها.
ومالت السوق البحرينية نحو الارتفاع الطفيف بدعم من أسهم الاستثمار والتأمين والفنادق وبتداولات نشطة بقيمة 603 آلاف دينار من تداول 3.1 مليون سهم منها 1.2 مليون لسهم الإثمار الذي انخفض بنسبة 2.4 في المائة إلى 0.2 دولار. وقاد تماسك السوق أسهم فنادق الخليج التي سجلت ارتفاعا قياسيا بنسبة 9.6 في المائة إلى 0.685 دينار، والبحرينية الكويتية للتأمين 9 في المائة إلى 0.6 دينار، «وأنوفست» 5.2 في المائة إلى 0.6 دولار في حين انخفض سهم مصرف السلام 3 في المائة إلى 0.096 دينار، و«بتلكو» 1.6 في المائة إلى 0.585 دينار.