الأمر مختلف هذه المرة.. 8 قرون من الحماقة المالية
على مر التاريخ، كانت البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء تقرض وتقترض وتنهار وتتعافى وتمر في طريقها بمجموعة غير عادية من الأزمات المالية. في كل مرة، يدعي الخبراء أن «الأمر مختلف هذه المرة» مدعين أن القواعد القديمة للتقييم لم تعد قابلة للتطبيق وأن الوضع الجديد لا يتشابه إلا قليلا مع الكوارث السابقة.
يثبت الكتاب عدم صحة هذه الفرضية، مغطيا 66 بلدا في القارات الخمس، ويقدم نظرة شاملة على أصناف الأزمات المالية، ويرشد القراء عبر ثمانية قرون من الأخطاء الحكومية، وحالات الفزع المصرفي، وارتفاع معدلات التضخم، من عملات العصور الوسطى إلى كارثة الرهن العقاري الراهنة.
توصل مؤلفا الكتاب إلى استنتاج من الدراسة التاريخية التي أجرياها والتي تغطي ثمانية قرون من الأزمات المالية العالمية إلى أنها قد انتهت.
يؤكد الكتاب أن عدم الاعتراف بالضعف التاريخي للدول الغنية حيال الأزمات المالية يكمن وراء غرور الساسة الأنجلوساكسونيين وثقتهم غير ذات الأساس بأن أنظمتهم المالية ذات الغطاء الذهبي قوية لا تتعرض للخطر.
خبراء الاقتصاد لديهم اتجاه يبعث على الأسف حيث يرون الأزمة الأخيرة في الإطار الضيق الذي تقدمه مجموعات البيانات القياسية. مع استثناءات قليلة بارزة، بدأت الدراسات التجريبية المقارنة حول الأزمات المالية عبر البلاد المختلفة في 1980 ولا تزال محدودة في عدة نواح أخرى مهمة.
كما يقول خبراء الاقتصاد إن ظاهرة الإعسار المتسلسل هي ظاهرة عالمية عبر التاريخ لكل البلاد التي تمر عبر حالة التنمية من مرحلة الأسواق الناشئة. لا يشمل هذا فقط أمريكا اللاتينية، ولكن أيضا آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
يذكر الكتاب أن ارتفاع معدلات التضخم، انهيار العملات، وانخفاض قيمتها غالبا ما تسير جنبا إلى جنب مع الإعسار. كما يكشف أنه على مسار التاريخ الموجات الكبيرة من زيادة تنقلات رأس المال عادة ما تتبعها سلسلة من الأزمات المصرفية المحلية.
يستعرض الكتاب ارتفاع معدلات التضخم في الأسواق الناشئة، والتي امتدت إلى آسيا وإفريقيا، وحتى وقت ليس ببعيد، إلى أوروبا. ويوضح أن أزمات الديون العالمية في كثير من الأحيان تبدأ من أسعار السلع الأساسية وتدفقات رأس المال، وأسعار الفائدة، والصدمات المؤثرة في ثقة المستثمرين.
يشير الكتاب إلى الفكرة الشائعة بأن الأسواق الناشئة اليوم تفتح آفاقا جديدة في الاعتماد بدرجة كبيرة على أسواق الدين المحلية، ويؤكد أن هذه الفكرة ليست بالأمر الجديد.