الحرب الثانية: المخدرات
كلما قرأت خبرا عن إحباط تهريب كميات من المخدرات أشعر بالرعب، ذلك أنني أدرك أن حربا ضروسا تدور بين الجهات الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات وبين الجهات التي تمارس إغراقا لا يتوقف لأسواق الخليج بمختلف أنواع المخدرات.
ضبط عشرة ملايين حبة كبتاجون وطنين من الحشيش وقرابة ستة كيلو جرامات من الهروين الصافي...إلخ، هذا خبر يستحق الاحتفال، والأبطال الذين تحقق على أيديهم هذا الإنجاز يستحقون التكريم.
لكنني لا أكتمكم أنني أستشعر بعض الحزن، فالترويج الذي يصل أحيانا إلى المدارس لم يوفر طفلا ولا أنثى ولا شابا. وهو أمر يدق جرس الخطر، خاصة مع تراجع دور الأسرة في التأثير، وطغيان أدوار أخرى يمكن من خلالها اختراق أسوار الأطفال ومن هم على مشارف سن المراهقة. وأحيانا حتى بعض من تجاوزوا سن المراهقة ولكنهم يعيشونها بمنتهى الجهل والغباء بالآثار التي تترتب على المخدرات. أتمنى أن يفتح كل مراقب ومراقبة في المدارس الثانوية والمتوسطة أعينهم، فالواضح أن استهداف هذه الفئة أصبح خيارا يشارك فيه بعض من فقدوا ضمائرهم من الوافدين والمواطنين أيضا. ولعل القبض على نحو 158 شخصا في العمليات الأمنية الأخيرة خير شاهد على أن الحرب الفاضلة التي يخوضها رجالات مكافحة المخدرات في بلادنا شرسة للغاية وتستحق الدعم من كل مخلص.