أوروبا تعرض على دول المتوسط 5 مليارات يورو للاستثمار في الطاقة المتجددة
أفاد مسؤول كبير في الذراع المالية للاتحاد الأوروبي بأن الاتحاد يعرض إقراض دول جنوب البحر المتوسط خمسة مليارات يورو (7.36 مليار دولار) على مدى ثلاث سنوات للاستثمار في الطاقة المتجددة.
وقال فيليب دو فونتان فيف نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي لـ «رويترز» عندما سئل عن خطط البنك لإقراض جيرانه الجنوبيين «عرضنا خمسة مليارات يورو على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة تخصص للطاقة المتجددة». وأضاف فونتان فيف على هامش مؤتمر في تونس أن البنك سيطلق عما قريب قرضين قيمتهما 234 مليون يورو و170 مليون يورو لمشروع طريق وسكك حديدية في تونس.
والطاقة المتجددة هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن أن تنفد (الطاقة المستدامة). ومصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهريا عن الوقود الأحفوري من بترول فحمK والغاز الطبيعي، أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطاقة المتجددة في العادة مخلفات كثاني أكسيد الكربون أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الانحباس الحراري، كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضارة الناتجة من مفاعلات القوى النووية .
وتنتج الطاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من حرارة الأرض الباطنية، وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت، إلا أن تلك الأخيرة لها مخلفات تعمل على زيادة الانحباس الحراري.
حاليا أكثر إنتاج للطاقة المتجددة يـُنتج في محطات القوى الكهرومائية بواسطة السدود العظيمة، أينما وجدت الأماكن المناسبة لبنائها على الأنهار ومساقط المياه، وتستخدم الطرق التي تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية طرقا على نطاق واسع في البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية، لكن وسائل إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة أصبح مألوفا في الآونة الأخيرة، وهناك بلدان عديدة وضعت خططا لزيادة نسبة إنتاجها للطاقة المتجددة بحيث تغطي احتياجاتها من الطاقة بنسبة 20 في المائة من استهلاكها عام 2020. وفي مؤتمر كيوتو في اليابان اتفق معظم رؤساء الدول علي تخفيض إنتاج ثاني أكسيد الكربون في الأعوام المقبلة، وذلك لتجنب التهديدات الرئيسية لتغير المناخ بسبب التلوث واستنفاد الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى المخاطر الاجتماعية والسياسية للوقود الأحفوري والطاقة النووية.
ويزداد أخيرا ما يعرف باسم تجارة الطاقة المتجددة التي هي نوع الأعمال التي تتدخل في تحويل الطاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والترويج لها، التي على الرغم من وجود كثير من العوائق غير اللاتقنية التي تمنع انتشار الطاقات المتجددة بشكل واسع مثل تكلفة الاستثمارات العالية البدائية وغيرها إلا أن ما يقارب 65 دولة تخطط للاستثمار في الطاقات المتجددة، وعملت على وضع السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة.
ويشير تقرير صادر عن معهد «ويرلدووتش» وهو جماعة ضغط بيئية مقرها واشنطن إلى أن القدرة العالمية على إنتاج طاقة من الرياح زادت من بضعة آلاف ميجاوات في عام 1990 إلى أكثر من 40 ألف ميجاوات عام 2003 وهو ما يكفي لتغذية 19 مليون منزل في بلدان متقدمة بالكهرباء. وتبلغ قيمة المبيعات من طاقة الرياح أكثر من تسعة مليارات دولار في العام، ويعمل في مجال توليد الطاقة من الرياح أكثر من مائة ألف فرد في العالم.
وارتفع إنتاج الطاقة الشمسية من بضع مئات ميجاوات في العالم عام 1990 إلى أكثر من ثلاثة آلاف ميجاواط العام الماضي، وفقا لما جاء في تقرير ويرلدووتش «توجيه مسار الطاقة المتجددة في القرن 21». ويشير التقرير إلى أن «الأسواق العالمية لمصادر الطاقة المتجددة لا تعدو أن تكون في مستهل توسع جذري بدأ من مستويات منخفضة نسبيا».