كلام لن يعجبهم
أفرزت كارثة جدة حماسا منقطع النظير، لدى فتيات وشباب للمساهمة في مساعي التخفيف عن المتضررين ومساندتهم. هؤلاء كانوا يعملون، بينما كانت هناك أصوات تفرغت للصراخ والتعبير السلبي. أنا دوما مع الإيجابي ضد السلبي. وأرى أن الإيجابي بعد الأزمة كثير جدا ومن هذا الإيجابي انطلاق لجنة تقصي الحقائق، ومن الإيجابي أيضا انطلاق عجلة الإغاثة والإنقاذ والمساعدة التي أصبحت أكثر فاعلية بشباب وفتيات جدة الذين اختاروا أن يشاركوا في إعادة الإصلاح بشكل فعلي بدلا من ممارسة الفرجة أو الكلام الذي لن يسهم في تنظيف منزل من آثار السيول أو يساعد أسرة بسلال الغذاء...إلخ.
كثيرون كتبوا عن جدة وعن سيول جدة، وعن تصريف المياه وعن الأخطاء...إلخ. كثيرون تفرغوا للمطالبة بإقالة هذا أو ذاك. كثيرون نصبوا من أنفسهم قضاة ومنفذين للأحكام. تقنيات الإعلام الجديد جعلت أصوات الناس وصورهم وتعليقاتهم تنتقل في لحظات وهذا من الأمور الإيجابية أيضا، لكن ما يسمى بصحافة المواطن حملت عبر المدونات والجروبات البريدية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك بعض الصور السلبية الناتجة عن عدم الوعي بالاعتبارات القانونية التي على الجميع العناية بها.
وكنت وما زلت أتساءل وأنا أقرأ بعض تعبيرات الإدانة والاتهام بالسرقة أو الرشوة كيف يجرؤ إنسان عادي لا يملك معلومة أن يتهم «فلانا» بأنه لص أو مرتش؟ بل إنني أسأل أيضا هل يدرك بعض من يصورون ويكتبون ويوزعون الاتهامات يمينا ويسارا، أن هناك من بإمكانه أن يدينهم بتلك الكتابات، وأن يرفع عليهم قضايا في المحاكم فيما لو ثبت أن ما قيل هنا أو هناك نوع من التعدي الذي يدينه القضاء؟ فلنفتح نافذة إيجابية ولنترك الجهات المنوط بها موضوع المساءلة تؤدي عملها.