انتعاشة مشوبة بالقلق في أسواق المال الخليجية والبنوك العمانية تفصح عن علاقتها
في عودة جماعية للأسواق الخليجية بعد موسم إجازات طويل (عيد الأضحى والأعياد الوطنية في الإمارات وعمان) وفي مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس، تعافت غالبية الأسواق من تداعيات أزمة ديون دبي التي وقعت تحت ضرباتها قبل وبعد إجازة العيد وإن كانت المخاوف من الأزمة لا تزال تسيطر على الأسواق مع بدء البنوك الخليجية في الإفصاح عن مدى تعرضها لديون شركات دبي من عدمه.
وباستثناء تراجع بأقل من 1 في المائة في البحرين وعنيف في مسقط بنحو 1.1 في المائة عقب إعلان ثلاثة من أكبر البنوك العمانية عن انكشافها على ديون مجموعة دبي العالمية بقيمة 29.5 مليون ريال عماني، عم الارتفاع بقية الأسواق الخليجية، وقادت سوق أبو ظبي الموجة بصعود قوي.
واستردت الأسهم الإماراتية 11 مليار درهم من خسائرها الفادحة التي بلغت أكثر من 50 مليار درهم على مدار جلستين عقب إجازة العيد في أول تعامل لها عقب الإعلان عن تأجيل سداد الديون المستحقة على مجموعة دبي العالمية، وسجلت سوق أبو ظبي أعلى ارتفاع بنسبة 3.8 في المائة في مؤشر على ثقة المستثمرين في اقتصاد إمارة أبو ظبي وشركاتها، فيما أدت الثقة المهزوزة إلى تقلب سوق دبي طيلة الجلسة بين مواصلة الهبوط الحاد والارتفاع الذي انتهت إليه السوق في النهاية بنحو 1.1 في المائة.
وواصلت البورصة الكويتية ارتفاعها بـ 0.5 في المائة بدعم من كافة قطاعاتها الرئيسية كما عززت بورصة قطر من موقعها فوق سبعة آلاف نقطة بدعم من أسهمها الثقيلة والنشطة، ومن الواضح أن الأسواق رغم تعافيها النسبي تعيش حالة من عدم التوازن على وقع أزمة ديون دبي وسط أنباء عن عمليات تصفية تقوم بها محافظ وصناديق الاستثمار الأجنبية لجزء من أصولها في أسواق الإمارات.
وقال لـ «الاقتصادية» المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية، إن سوق دبي بالتحديد تعرضت لعمليات بيع من قبل الأجانب الذين بدأوا في التسييل عند مستويات سعرية عالية في محاولة للخروج من الأسواق بسبب الحالة التي أفرزتها خطة إعادة الهيكلة لمجموعة دبي العالمية. وتركزت عمليات التسييل التي يقوم بها الأجانب على أسهم الشركات التي تسمح للأجانب بتملك أسهمها بنسب كبيرة تتجاوز 40 في المائة مثل أسهم أرابتك وإعمار ودبي المالي ووفقا للتقرير اليومي لسوق دبي المالي بلغت قيمة مبيعات المستثمرين الأجانب من غير الخليجيين والعرب 227.7 مليون درهم مقابل مشتريات أقل بقيمة 162.2 مليون درهم من إجمالي 836 مليون درهم تعاملات السوق ككل.
وظلت السوق أسيرة لحالة من التقلب بين ارتفاع طفيف وهبوط حاد دفع غالبية الأسهم لمواصلة الانحدار، حيث هبط سهم أرابتك الذي تعرض لعمليات بيع مكثفة من الأجانب بالحد الأقصى 10 في المائة قبل أن يقلص خسائره مع ارتداد السوق نحو الارتفاع إلى النصف، حيث تراجع السهم بنحو 5.6 في المائة إلى 2.36 درهم، وعلى المنوال نفسه أيضا هبط سهم إعمار بأكثر من 8 في المائة عندما هبط إلى أدنى سعر 3.1 درهم قبل أن يرتد بقوة مرتفعا بنحو 3.5 في المائة إلى 3.5 درهم، وهبط سهم الإمارات دبي الوطني بالحد الأقصى 10 في المائة دون طلبات شراء.
وقال وسطاء إن حالة الذعر التي عاشتها السوق في الجلستين الماضيتين تحت وقع أزمة مديونية مجموعة دبي العالمية استمرت مع إقدام الأجانب على البيع وعزز من ذلك حالة عدم اليقين والمخاوف من انكشاف كبير لبنوك دبي على مجموعة دبي العالمية وشركة نخيل غير أن دخول شراء قوي قرب الإغلاق أسهم في تعديل الدفة وارتداد غالبية الأسهم.
وارتدت بقوة أسهم مثل دريك آند سكل بارتفاع 8.2 في المائة إلى 92 فلسا ودبي المالي 5 في المائة إلى 1.86 درهم ودبي الإسلامي 1.8 في المائة إلى 2.27 درهم من انخفاض بنحو 3.5 في المائة.
وعلى العكس أدى الحديث المتواصل عن قوة اقتصاد حكومة أبو ظبي واحتمالية تدخلها لمساعدة جارتها دبي في تعزيز ثقة المستثمرين في أسهم الشركات الظبيانية التي سجلت ارتفاعات قياسية خصوصا أسهم البنوك والعقارات التي قادت موجة الارتداد القوية للسوق والتي هبطت في الجلستين الأخيرتين بأكثر مما شهدته سوق دبي.
وواصلت بورصة الكويت صعودها بدعم من كافة قطاعاتها مع بقاء التداولات على حالتها الضعيفة بقيمة 40 مليون دينار من تداول 234 مليون سهم، وجاء الدعم للمؤشر من أسهم البنوك والخدمات وهى الأسهم التي كانت سببا في التراجع القوي للبورصة خلال الفترة الماضية.
وقاد سهم بيتك ارتفاعات أسهم البنوك صاعدا بنسبة 5.7 في المائة إلى 1.1 دينار وبنك الكويت الوطني 3.7 في المائة إلى 1.1 دينار وبوبيان 1 في المائة إلى 0.485 دينار في حين استقر سهم برقان عند 0.345 دينار، وارتفع سهم زين بنسبة 5 في المائة إلى 1.04 دينار وأجيليتي 2.6 في المائة إلى 0.78 دينار بعد موجة هبوط طويلة.
وعززت البورصة القطرية بقاءها فوق مستوى سبعة آلاف نقطة وسط تعاملات ضعيفة لم تصل إلى 200 مليون ريال من تداول 7.1 مليون سهم منها 3.5 مليون لسهمي الريان وناقلات وارتفع الأول بنحو 0.76 في المائة إلى 13.10 ريال والثاني 2 في المائة إلى 24.50 ريال.
ووفرت الأسهم الثقيلة الدعم للسوق رغم ارتفاعاتها الطفيفة، حيث واصل سهم صناعات قطر الأثقل في المؤشر صعوده بنحو 1.3 في المائة إلى 116.9 ريال وبنك قطر الوطني ثاني الأسهم الثقيلة 0.13 في المائة إلى 157 ريالا وبنك الدوحة 1.5 في المائة إلى 46.4 ريال في حين هبط سهم المصرف الإسلامي 1.1 في المائة إلى 80.2 ريال عقب إعلان البنك عن تعرضه لمجموعة دبي العالمية بقيمة 54 مليون ريال في شكل صكوك متداولة.
وقادت أسهم ثلاثة بنوك من كبريات البنوك العمانية مؤشر سوق مسقط نحو التراجع القوي في أول جلسة للسوق عقب إجازة عيد الأضحى والعيد الوطني بعدما أعلنت بنوك مسقط والبنك الوطني وبنك صحار أن لديها تعرضا بنحو 29.5 مليون ريال على مجموعة دبي العالمية وشركة نخيل فيما نفت ثلاثة بنوك أخرى هي ظفار والأهلي العماني وبنك عمان الدولي أي تعرضات لها على شركات دبي.
وأفصحت ثلاثة بنوك عمانية أمس عن علاقتها بسندات «دبي العالمية» وقروضها، وقال بنك مسقط إنه متعرض بمبلغ 19.25 مليون ريال عماني (50 مليون دولار) لمجموعة دبي العالمية. وقال البنك في مذكرة للهيئة العامة لسوق رأس المال إن تعرضه جزء من قرض مجمع وإن خدمة القرض لا تزال مستمرة.
في الوقت ذاته، قال بنك صحار إنه متعرض بمبلغ 3ر4 مليون دولار لشركة نخيل للتطوير العقاري التابعة لمجموعة دبي العالمية. وقال بنك صحار في مذكرة للهيئة العامة لسوق رأس المال إن تعرضه جزء من قرض مجمع لكنه أضاف أنه تلقى أخيرا مدفوعات فائدة ومدفوعات رئيسية في إطار برنامج سداد القرض.
وقال البنك الوطني العماني أمس، إن تعرضه لمجموعة دبي العالمية يبلغ 8.7 مليون ريال عماني (22.6 مليون دولار). وأضاف ثالث أكبر بنك في سلطنة عمان من حيث القيمة السوقية في مذكرة للهيئة العامة لسوق رأس المال أن تعرضه هو جزء من قرض مجمع.