مطلوب سكرتيرة!

يقول الإعلان المنشور في إحدى صحفنا : مطلوب سكرتيرة،... ويضع الإعلان مواصفات لهذه السكرتيرة الحلم بينها أن يتراوح عمرها بين الـ20 والـ 25 إضافة إلى شروط أخرى. ثم في نهاية الإعلان، هناك بريد إلكتروني على الـ gmail كي تتمكن من ترغب في الوظيفة من التواصل.
المطلوب من هؤلاء الفتيات وفقا للإعلان إرسال سيرهن الذاتية وأرقام هواتفهن لتحديد موعد ومكان المقابلة الشخصية التي سيتم على أساسها اختيار السكرتيرة المناسبة.
أنا هنا سأحسن الظن في الإعلان، الذي لا يحمل صاحبه هوية محددة، فلا أرقام هاتف، ولا اسما واضحا، وإنما بريد إلكتروني يستطيع أي إنسان أن يحصل عليه في ثوان محدودة. المطلوب باختصار ووضوح ألا يتم السماح بإعلانات مجهولة تترتب عليها نتائج قد تكون خطرة.
لقد بدأنا نؤسس سلسلة من القواعد والأنظمة التي تحاول مواجهة قضايا التحرش والإيذاء، وأجزم أن من النوافذ التي ينبغي سدها تلك الإعلانات الشبحية، وأنا لا أجد أي مبرر يجعل جهة ما ترغب في استيعاب موظف أو موظفة من الإعلان عن ذلك بوضوح، فذلك أدعى لسلامة أبنائنا وبناتنا من الاستغلال. وضمانا لعدم تسرب السير الذاتية والمعلومات الشخصية إلى أيد غير أمينة. إذ ما الذي يمنع أن تتحول تلك المعلومات الشخصية وضمنها أرقام الهواتف ومعلومات أخرى إلى وسيلة استغلال، طالما أن المصدر بريد إلكتروني أعمى.