قلق خليجي من تعثر مفاوضات تحرير التجارة الدولية في جنيف
أبدى وزراء التجارة في دول مجلس التعاون الخليجي المعنيون بشؤون منظمة التجارة العالمية أمس، قلقهم من تعثر مفاوضات جولة محادثات تحرير التجارة الدولية، ومن إضاعة الفرص التنموية التي توفرها هذه الجولة في إطار الاتفاقيات متعددة الأطراف.
وأكد الوزراء الخليجيون خلال اجتماع تشاوري على هامش الاجتماع الوزاري السابع لمنظمة التجارة العالمية أمس، أن دول المجلس مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتنسيق مواقفها تجاه مفاوضات منظمة التجارة العالمية، وأيضا مراجعة وتقويم أداء سياساتها التجارية ومواقفها التفاوضية وانعكاساتها على المستويات الوطنية، لافتين إلى ضرورة دراسة البدائل المختلفة المتاحة لدول مجلس التعاون الخليجي بما يسهم في بناء قدراتها الإنتاجية والتصديرية وتحسين فرص نفاذها إلى الأسواق الخارجية، وتقويم انعكاسات مواقفها التفاوضية على أدائها الاقتصادي والتنمية والنمو، خاصة في ظل السوق الخليجية المشتركة.
أمام ذلك، وافق وزراء ومسؤولون في منظمة التجارة العالمية، التي يبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 153، على استئناف جولة محادثات تحرير التجارة العالمية، وذلك خلال مؤتمر استغرق ثلاثة أيام اختتم أعماله أمس في جنيف.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أبدى وزراء التجارة في دول مجلس التعاون الخليجي المعنيون بشؤون منظمة التجارة العالمية أمس، قلقهم من تعثر مفاوضات جولة محادثات تحرير التجارة الدولية، ومن إضاعة الفرص التنموية التي توفرها هذه الجولة في إطار الاتفاقيات متعددة الأطراف.
وأكد الوزراء الخليجيون خلال اجتماع تشاوري على هامش الاجتماع الوزراي السابع لمنظمة التجارة العالمية أمس، أن دول المجلس مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتنسيق مواقفها تجاه مفاضات منظمة التجارة العالمية، وأيضا مراجعة وتقويم أداء سياساتها التجارية ومواقفها التفاوضية وانعكاساتها على المستويات الوطنية. لافتين إلى ضرورة دراسة البدائل المختلفة المتاحة لدول مجلس التعاون الخليجي بما يسهم في بناء قدراتها الإنتاجية والتصديرية وتحسين فرص نفاذها إلى الأسواق الخارجية، وتقويم انعكاسات مواقفها التفاوضية على أدائها الاقتصادي والتنمية والنمو خاصة في ظل السوق الخليجية المشتركة. أمام ذلك، وافق وزراء ومسؤولون في منظمة التجارة العالمية، البالغ عدد الدول الأعضاء فيها 153، على استئناف جولة محادثات تحرير التجارة العالمية وذلك خلال مؤتمر استغرق ثلاثة أيام اختتم أعماله أمس في جنيف.
وقال باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية في مؤتمر صحافي «إن جولة المحادثات لا تزال لها الأولوية». وأسند إلى مسؤولي المنظمة مهمة إعداد خريطة طريق لمساعدة المنظمة على اختتام ثماني سنوات من المفاوضات المضنية والالتزام بمهلة حددها زعماء العالم للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد بحلول عام 2010. ويتضمن ذلك عقد اجتماع عالي المستوى في الأشهر القليلة الأولى من العام المقبل مع الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية على أمل إحياء جولة محادثات تحرير التجارة للمساعدة على تعزيز التعافي من الأزمة التي طالت الاقتصاد العالمي على مدى الأشهر الـ 18 الماضية. وقال رئيس قمة جنيف وزير المالية الشيلي أندرياس فيلاسكو للصحافيين «إن الأهمية التي نوليها للانفتاح التجاري قد أتت ثمارها خلال الأشهر الـ 18 الماضية».
وأشادت الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية خلال تعليقاتها في المؤتمر بالإجراءات التي اتخذتها المنظمة للحيلولة دون أن تؤدي الأزمة المالية العالمية إلى زيادة جديدة في الإجراءات الحمائية. ومع ذلك، وبعد التحرك بسرعة وبعد سلسلة من المهل التي تم تجاوزها، فإن محادثات التجارة المتعثرة قد أثارت تساؤلات عن مصداقية منظمة التجارة العالمية. ولكن الدفعة الجديدة من جانب المنظمة لإحياء جولة المحادثات المتعثرة جاءت عقب إشارات إلى التزام قوي من الوزراء وكبار المسؤولين التجاريين في المؤتمر للمضي قدما في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتحرير الأسواق العالمية.
ومع ذلك، فإن منظمة التجارة العالمية تواجه جولة من المفاوضات المعقدة والمؤلمة بشأن عدد من القضايا التجارية الرئيسية والمثيرة للنزاع حتى يمكن أن يعقد الاجتماع التقييمي للمنظمة في نهاية الأشهر الأولى من العام المقبل. وقال لامي «التوصل إلى اتفاق في العام المقبل سيكون تحديا ولكن هذا هو السبب للتعجيل بالخطوات للتوصل إلى اتفاق». وتمثل الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية نحو 95 في المائة من إجمالي التجارة العالمية. وكان آخر اجتماع للمنظمة على المستوى الوزاري قد عقد عام 2005 في هونج كونج.
ويتطلع الوزراء بصفة خاصة إلى إشارات واضحة من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن إذا ما كانت مستعدة لتقدم قوة دفع جديدة للمحادثات المتعثرة التي أطلقت في الدوحة عام 2001. وقال اناند شارما وزير التجارة والصناعة الهندي في مؤتمر صحافي في جنيف «إننا نأمل في أن تبرهن الولايات المتحدة على قيادتها في الأشهر المقبلة». فيما شدد الممثل التجاري الأمريكي رون كيرك في مؤتمر صحافي على أن الوقت قد حان للنظر إلى الأمام وإتمام هذه الجولة من محادثات التجارة، غير أنه حذر من أنه سيتعين على جميع الأطراف أن تتحمل المشاق إذا كان يتعين التوصل إلى اتفاق.
وجاء اجتماع جنيف خلال الاستعداد للقمة الخاصة بتغير المناح الأسبوع المقبل في كوبنهاجن، مع سعى العديد من مسؤولي الكتل التجارية البارزة في العالم لربط التجارة بالبيئة في القمة. ويمكن أن يتضمن ذلك إجراء لخفض الحواجز أمام التجارة فيما يسمى بالبضائع والتكنولوجيات الخضراء التي قد تساعد على مكافحة ظاهرة تغير المناخ. ولكن على الرغم من الموافقة القوية من جانب الوزراء على إتمام جولة الدوحة العام المقبل، إلا أنه لا تزال هناك مشاعر بالقلق بشأن إذا ما كانت هناك إرادة سياسية في عواصم العالم الكبرى لإتمام جولة جديدة من المحادثات التجارية في الأوقات الاقتصادية العالمية التي يكتنفها الغموض. كما أن هناك قلقا إزاء خطر زيادة طوابير العاطلين مما يساعد على زيادة المخاوف حيال التهديد الذي يشكله تحرير التجارة العالمية على الوظائف.
وقادت الدول النامية الأكثر فقرا الحملة التي تهدف إلى إعادة تفعيل محادثات التجارة التي أطلقت في الدوحة قبل ثماني سنوات وذلك لقلقها إزاء إمكانية تأجيل ما تسمى جولة الدوحة مرة أخرى أو حتى ربما يتم التخلي عنها. وبينما حثت الدول الفقيرة الدول الغنية على فتح أسواقها أمام المنتجات، مثل البضائع الزراعية، قالت الدول المتقدمة اقتصاديا إن العالم النامي يحتاج إلى السماح بالمزيد من الاستثمارات الأجنبية في اقتصادياتها.