عهد عبد الله

حسم الملك عبد الله يحفظه الله الأمر في كارثة جدة. جاء خطاب الملك لشعبه حاملا الصدق والمصارحة. أكد أن الحكومة لم ولن تبخل على المواطنين في هذا البلد. أكد أن الأمانة الملقاة على عاتقه تفرض عليه أن يعالج الخلل الذي قد ينتج عن إهمال أو تهاون. تم تعميد وزارة المالية بصرف تعويضات لذوي الغرقى، مع التوجيه بالتعويض عن الأضرار الأخرى. تشكلت لجنة عالية المستوى. حزمة من القرارات التي صاغتها إرادة ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز. لقد كان هذا القرار بلسما مر على النفوس مر الندى. أزاح الكثير من الأسى، وكشف كم أن هذا البلد بقيادته ومواطنيه هم في النهاية جسد واحد وقلب واحد. بالأمس كان الملك يواسي ذوي الشهداء على حدودنا الجنوبية، وقبلها كان يصافح الأيتام ويأمر بأن يشملهم نظام الضمان الاجتماعي. كثيرة هي اللمسات التي حملت في ثناياها عطف القائد الأب وحنوه وحرصه على شعبه. هذا الفعل غير المتصنع، يعكس بعفويته وإنسانيته صورة نباهي بها الآخرين ونحن نتحدث عنها.
أتمنى، بعد صدور قرار تشكيل اللجنة، أن تخفف بعض الأصوات من احتقانها، كي لا تشوش على عمل اللجنة التي انعقدت وفقا لمنطوق الأمر الملكي منذ اللحظة الأولى لصدور القرار. لقد وضع القرار الأخير اللبنات الأولى لإعادة صياغة مدينة جدة بشكل أجمل وأرقى.