ذعر وخوف وهبوط بالحد الأقصى لأسهم 59 شركة
كما كان متوقعا, وفي أول جلسة بعد قرار حكومة دبي بتأجيل سداد ديون دبي العالمية هوت أسواق الأسهم الإماراتية في دبي وأبو ظبي معا بالحد الأقصى هبوطا 10 في المائة في أول دقيقة من بدء جلسة التعاملات صباح أمس وسط حالة من الذعر انتابت المتعاملين في قاعات التداول التي ازدحمت بكاميرات الفضائيات ووسائل الإعلام.
وبأحجام تداولات ضعيفة للغاية هي الأدنى في تاريخ تعاملات الأسواق الإماراتية بلغت 37.5 مليون درهم في دبي و117 مليونا في أبو ظبي، منيت الأسهم الإماراتية بخسائر بقيمة 33.5 مليار درهم بعدما تراجع المؤشر العام لسوق الإمارات بنحو 7.5 في المائة بواقع تراجع في سوق دبي بنحو 7.3 في المائة وفي أبو ظبي 8.3 في المائة.
وهوت جميع الأسهم المتداولة في سوق دبي دون استنثناء وعددها 25 سهما بالحد الأقصى 10 في المائة منذ اللحظة الأولى لبدء التداول واختفت طلبات الشراء تماما على مدار أربع ساعات هي عمر الجلسة رغم الانحدار القوي للمؤشر الذي أنهى تعاملات شهر تشرين الثاني (نوفمبر) أمس بخسائر وصلت إلى 12 في المائة لتقلص السوق الكثير من مكاسبها التي كانت تتجاوز الـ 30 في المائة حتى الأسبوع قبل الماضي التي كانت تضعها كأفضل أسواق الخليج أداء منذ مطلع العام.
وانخفضت جميع الأسهم الثقيلة والنشطة بالحد الأقصى مسجلة أدنى سعر لها حيث بلغ سعر سهم إعمار 3.75 درهم وأرابتك 2.77 درهم والإمارات دبي الوطني 4.37 درهم ودبي الإسلامي 2.44 درهم ودبي المالي 1.96 درهم والاتحاد العقارية 83 فلسا والخليج للملاحة 63 فلسا ودريك آند سكل 91 فلسا.
وجاء الهبوط أشد حدة في سوق العاصمة أبو ظبي بضغط من جميع الأسهم الثقيلة خصوصا أسهم العقارات والبنوك وسط تعاملات أفضل من سوق دبي بقيمة 117.2 مليون درهم ولم يسلم سوى سهم واحد لبلدكو لمواد البناء من موجة الهبوط التي طالت 34 شركة.
وعلى غرار دبي، هوت جميع الأسهم الثقيلة والنشطة بالحد الأقصى 10 في المائة وفي مقدمتها كافة أسهم البنوك خصوصا أسهم بنك أبو ظبي الوطني الذي أعلن عن انكشافه بقيمة 345 مليون دولار على مجموعة دبي العالمية وانحدر السهم إلى أدنى سعر عند 12.10 درهم وأبو ظبي التجاري إلى 2.02 درهم ومصرف أبو ظبي الإسلامي 2.91 درهم والاتصالات 10.20 درهم والدار العقارية إلى 4.96 درهم وصروح 2.80 درهم ودانة غاز 96 فلسا.
وقال لـ «الاقتصادية» وسطاء في سوقي دبي وأبو ظبي إن حالة من الهلع أصابت المتعاملين قبل بدء الجلسة حيث وضعت عروض بيع بالحد الأقصى وعند المستويات الدنيا لكافة الأسهم المتداولة ومع ذلك لم يقابلها طلبات شراء ما يزيد من حالة الخوف وأن تشهد السوق جلسة ثانية اليوم من التراجع بالحد الأقصى 10 في المائة طالما لم تصدر بيانات تبعث على الطمأنينة.
وأوضح هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا للاستثمارات البديلة أن ردة الفعل جاءت مبالغا فيها وما شهدته الأسواق «بيع هلع» قام بها متداولون عرب وأجانب تحسبا لخسائر أكبر متوقعة في تعاملات اليوم أيضا طالما لم تصدر بيانات لطمأنة الأسواق .
وأضاف أن حالة الخوف لم تشجع أحدا على الدخول للشراء رغم تراجع الأسعار بالحد الأقصى وإن لاحظنا دخولا معقولا في سوق أبو ظبي على الأسهم القيادية عندما انخفضت بالحد الأقصى وهو ما يزيد من التوقعات بأن تكون السوق في وضع أفضل في جلسة اليوم.
وأوضح عرابي أن حالة عدم اليقين التي تعم الأسواق حاليا بشأن خطة إعادة الهيكلة التي ستقوم بها حكومة دبي لمجموعة دبي العالمية هي التي فاقمت من الذعر لدى المتداولين خصوصا وأن المستثمرين تعرضوا لخسائر فادحة على مدار عام كامل منذ اندلاع الأزمة المالية وليسوا على استعداد لتقبل المزيد من الخسائر.
ودعا حكومة دبي إلى الإسراع في الكشف عن تفاصيل إعادة الهيكلة وطمأنة الأسواق خصوصا أن دبي رغم ما تمر به لا تزال تمتلك من المقومات التي تمكنها من الخروج من الأزمة علاوة على أنها ضمن دولة الإمارات التي تمتلك احتياطيات مالية ضخمة وفوائض نفطية بمليارات الدولارات، علاوة على أن دبي تمتلك العديد من الحلول لسداد ديون شركاتها.
وأكد عرابي أن التقارير الغربية فاقمت من الأزمة حيث صورت قرار تأجيل السداد وكأنه تخلف عن الوفاء بالدين كما أن القرار تناول ديون مجموعة دبي فقط ولم يشمل جميع ديون دبي كما تصوره وسائل الإعلام الغربية.