رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


المخططون لم يفكروا.. متى ستنفجر الفقاعة

صُعقت الأوساط المالية العالمية بنبأ عجز «دبي وورلد» و»نخيل» للتطوير المحدودة بطلبها تأجيل سداد ديونها المستحقة لمدة ستة أشهر مما أدى إلى عودة الاضطراب إلى اسواق المال العالمية مجدداً، فبينما كانت الاستعدادات في الغرب تجرى على قدم وساق للتحضيرات لعيد الشكر، كانت هناك استعدادات أخرى في المنطقة العربية ومنطقة الخليج لعيد الأضحى المبارك. جاء الخبر مدويا لتستقبله وسائل الإعلام العالمية ويهبط بأسواق آسيا بمعدلات تراوحت بين 5 في المائة إلى 7 في المائة على مدار يومين، في حين استقبلت أوروبا الخبر بهبوط تجاوز 3 في المائة، لكن هذه المعدلات تقلصت بشكل واضح في اليوم التالي عندما افتتحت أسواق الولايات المتحدة بعد إجازتها على انخفاض لم يتجاوز 1.5 في المائة..
شركتا التصنيف الائتمانى موديز وستاندرد آند بورز سارعتا إلى تخفيض التصنيف الائتمانى لشركات دبي الكبرى التي تسيطر عليها الحكومة، ما رفع الخطر على ديون إمارة دبي لتصبح سادس أخطر ديون على مستوى العالم متجاوزة إيسلندا وليتوانيا .. ومما زاد من قلق الأسواق المالية والشركات العالمية ذات الشراكات مع دبي عدم الإدلاء بتفاصيل عن كيفية سداد الديون مستقبلاً، وتأثرت بهذه الأخبار شركات إنشاء عالمية وبنوك في كل أنحاء العالم، ابتداء من الهند وكويا الجنوبية واليابان وأوروبا وأمريكا، لكنه يعتقد أن أكثر المتضررين سيكونون في بريطانيا وشرق آسيا ..
القصة تعود إلى عقد من الزمان أرادت فيه دبي أن تسارع الخطى باتجاه تحقيق موارد كبرى غير نفطية فاتجت الامارة إلى التطوير العقاري والسياحي لتصبح دبي ورشة عمل على مدار الساعة لا تكاد تختفي فيها أنوار الرافعات وأصوات المعدات، ليتحقق بالفعل الحلم وتصبح دبي وجهة سياحية مميزة ولؤلؤة مضيئة في قلب الصحراء، وتطلب ذلك الإنفاق المستمر على البنية التحتية بسخاء فتم إنشاء طرق فسيحة ومطارات كبرى ومرافئ عالمية وقطارات حديثة، كما طورت دبي مناطق إعلامية وصناعية وسياحية واستقطبت كبريات الشركات العالمية لتتملك وتنشئ مقار لأعمالها في الشرق الأوسط، لكن معدلات النمو المتسارعة وحركة الإنشاءات الكبيرة أسهمتها في حدوث تضخم غير مسبوق في المنطقة وربما على مستوى العالم، مما شكل فقاعة كبرى لم يكن يفكر مخططو دبي في كيف ومتى ستنفجر تلك الفقاعة .. الأزمة المالية العالمية العابرة للقارات وصلت إلى المنطقة كالسرطان لتجد من دبي أرضاً خصبة حيث العقارات المتضخمة ومستوى المعيشة المرتفع، مما أدى إلى انهيار أسعار العقارات بشدة ليبلغ الانخفاض مستويات ربما هي الأعلى على مستوى العالم، وصاحب تلك الانخفاضات تباطؤ شديد في نشاط الاعمال مما ادى إلى تسريح كثير من العاملين وإضعاف الدخول الكلية وحدوث حالة من الترقب والقلق أسهمت في انخفاض حاد في الطلب على الوحدات السكنية التي زاد عرضها بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين لتستيقظ دبي على واقع لم تكن تضعه في الحسبان .. لكن قوة مخططي دبي وحنكتهم في تحويل الصحاري إلى وجهات سياحية يتحدث عنها العالم تجعلني أتفاءل إلى أن دبي لن تصل إلى مرحلة الإفلاس، وأنه سيكون أمامها شهور عدة لوضع خطط بديلة للحصول على التمويل اللازم لسداد الالتزامات المالية سواءا كان ذلك من خلال الصكوك أو الخصخصة أو الاكتتابات العامة أو غير ذلك من المنتجات المالية المعقدة التي استخدمها الغرب ..يبقى لنا أن نأخذ العبرة والدروس المستفادة من الأزمة العالمية وتبعاتها وهو أنه لا بد أن نحسب دائما حسابات الخسارة قبل الربح، وأن نضع أسوأ السيناريوهات، وأن يكون النمو منطقياً، وأن يكون هناك دائماً توازناً بين النمو والتضخم، بين العائد والخطر ..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي