محنة العرافين: لماذا نحتاج إلى طرق مختلفة لإدارة المخاطر المالية

يوضح الكتاب أن التحليل الإحصائي الذاتي يؤكد أن الناس يغيرون معتقداتهم وفقا للمعطيات الجديدة، كما أن هناك علاقة تفاعل متبادل بين البيانات والنماذج: تدفق أدلة جديدة يؤثر في ثقة الناس في نماذج المخاطر لديهم.

الأحداث الاقتصادية العالمية الأخيرة أوقعت مديري المخاطر المالية في مأزق خطير، فهم كانوا يعتقدون في إمكانية تقدير المخاطر بدقة متناهية، وكانوا يتصورون أن المقاييس الكمية المضبوطة تقدم معلومات كافية لاتخاذ القرارات الصائبة فيما يتعلق بالمخاطر.
أثبتت الأيام عدم صحة هذه الفرضية، والنتائج المترتبة على هذا تشكل خطرا على النظام المالي بأكمله، بما فيه ما يسمى «الاقتصاد الحقيقي». يقوم مديرو المخاطر بتحليل المخاطر المالية باستخدام منهج خاطئ للاحتمالات.
المشكلة هي أن مديري المخاطر المالية يحسبون احتمالات أحداث معقدة غير مؤكدة كما لو كانوا يحسبون احتمالات أي وجه من العملة سيكون لأعلى عند وقوعها على الأرض، إلا أن الاحتمالات موجودة على عدة وجوه، وتجاهل هذه الحقيقة يقود الناس إلى محاولة اتخاذ قرارات ليسوا مؤهلين لاتخاذها.
ومن هنا يكون المنهج الأكثر دقة هو التفكير في أنواع الاحتمالات كما لو كانت معتقدات أو اعتبارها بمثابة آثار مترتبة على القرارات السابقة. بدلا من هذا تركز إدارة المخاطر في الوقت الحالي على الأحداث عالية التأثير منخفضة الاحتمال مثل الكوارث الطبيعية.
يحتاج مديرو المخاطر إلى أن يقرروا أي منهج للاحتمالات يكون أكثر فعالية في العالم الحقيقي. في كثير من الأحيان، يكون عليهم اتخاذ قرارات على أساس معلومات غير مؤكدة وغير مكتملة في نوعين مختلفين من الاحتمالات على الأقل:
* الاحتمال التكراري: ويبنى على التكرار الحسابي للحدث مثل احتمال وقوع العملة على أحد وجهيها. وتكرار الحدث مع الحفظ الجيد للسجلات يجعل من السهل حساب هذا الاحتمال. وعلى الرغم من أن القليل من الأشياء غير العالم الحقيقي يخضع لهذا النوع من تحليل الاحتمالات، إلا أن مديري المخاطر الكمية يعتمدون عليه في تقييم المخاطر الحقيقية.
* الاحتمال الذاتي: فمثلا احتمال فوز مرشح أحد الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري في الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية ليس قابلا للقياس باستخدام الاحتمال التكراري، حيث يعتمد مثل هذا الاحتمال على البيانات الماضية ذات الصلة. ووفقا للنماذج السابقة التي تحدد كيفية تعريف البيانات ذات الصلة الحقيقية.
يوضح الكتاب أن التحليل الإحصائي الذاتي يؤكد أن الناس يغيرون معتقداتهم وفقا للمعطيات الجديدة، كما أن هناك علاقة تفاعل متبادل بين البيانات والنماذج: تدفق أدلة جديدة يؤثر في ثقة الناس في نماذج المخاطر لديهم.
لا يعني الاحتمال الموضوعي أنه غامض أو غير دقيق، فالمحللون يمكنهم استنتاج ما يفكر فيه الناس بالنظر إلى أفعالهم. يدعي الناس أنهم يعتقدون باحتمال معين ولكن إذا لم يكونوا على استعداد للعمل وفقا لهذا الاعتقاد فهم في الغالب لا يعتقدون فيه حقا.

Title: Plight of the Fortune Tellers: Why We Need to Manage Financial Risk Differently
Author: Riccardo Rebonato
Publisher: Princeton University Press
ISBN-10: 0691133611
September 2009
Pages: 304