طرق اقتناص الفرص الممتازة في اقتصاد الخدمات الخارجية

طرق اقتناص الفرص الممتازة في اقتصاد الخدمات الخارجية

من الآن، صار حتما على معظم رجال الأعمال والمفكرين والساسة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة أن يبدأوا في التعامل مع ظاهرة انتقال وظائف التصنيع من الولايات المتحدة إلى الخارج، وهو ما يعرف أيضا بالتعهدية أو الاستعانة بمصادر خارجية. وهناك موجة أخرى من التغيير أكبر بكثير تقترب الآن من شواطئ تلك الدول المتقدمة: ألا وهي عولمة الخدمات.
يستعرض الكتاب هذه الظاهرة على مستوى المجالات الصناعية وعلى مستوى الشركات، ويشرح كيفية تحديد وتنفيذ أهداف الاستعانة بمصادر خارجية، وفهم النماذج التجارية الرائدة واكتشاف المراكز الجغرافية الرئيسية لهذه الظاهرة.
يتناول الكتاب الموجة الهائلة من تعهدية الخدمات التي تتزايد الآن، ويساعد القارئ على فهم تأثيرها فيه وفي شركته وفي العالم بأسره. كما يكشف الخدمات التي يمكن إنتاجها في دول أجنبية والاستراتيجيات والتكتيكات القوية للشركات التي ترغب في شراء الخدمات من الخارج.
يخوض الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر عملية تحول واسعة النطاق. وفي حين يمكن قياس العولمة بطرق عديدة، من حيث السياسات الحكومية، التجارة الفعلية، والتدفقات الاستثمارية، وهلم جرا، نجد أن كل طريقة للقياس تقريبا تظهر أن الروابط الاقتصادية بين الدول أصبحت أكثر قوة.
من أهم المعايير التي تحدد هذا التغيير هو مدى انفتاح البلد على التجارة والاستثمار الدوليين. في عام 1994، ولاحقا في 2000، استخدمت سبعة عوامل لحساب مؤشر «سياسة الانفتاح» في 192 بلدا. من بعض هذه العوامل: متوسط التعريفة الجمركية، القيود التنظيمية على الاستثمار الأجنبي المباشر، ووجود أو عدم وجود نظام للصرف الأجنبي من شقين وغيرها. فما الذي يحرك عولمة الخدمات اليوم؟ هناك خمسة عوامل رئيسة لعولمة الخدمات:
* العامل الأول: هو التحرير الجاري للأسواق العالمية. ففي 13 عاما فقط شهدت النسبة المئوية للسكان في جميع أنحاء العالم الذين يعيشون في نظم اقتصادية مفتوحة ارتفاعا كبيرا، من 23 في ا لمائة عام 1985 إلى 78 في المائة عام 1998.
* العامل الثاني: ترجع ثورة ظاهرة التعهدية إلى درجة كبيرة إلى عملية التحول الرقمي للعمليات التجارية والتي تتضمن قائمة المرتبات والمشتريات ودعم العملاء وغيرها الكثير، حيث أصبحت كل هذه العمليات تستهلك جهدا وتستغرق وقتا أقل بكثير.
* العامل الثالث: التكلفة المنخفضة والسرعة العالية في مجال الحوسبة والاتصالات. من الجدير بالذكر أن أي تقدم تكنولوجي حديث يتم اعتماده واستخدامه أسرع من أي وقت مضى.
* العامل الرابع: تزايد القدرات في جميع أنحاء العالم. التصنيف العالمي لوحدة الاستخبارات الاقتصادية لعام 2005 لماجستير إدارة الأعمال حدد كلية إسبانية بوصفها تقدم أفضل برنامج للماجستير في إدارة الأعمال، وعشرة من أفضل 25 برنامجا للماجستير في إدارة الأعمال في هذا التصنيف خاصة تقع خارج الولايات المتحدة.
* العامل الخامس: ظهور ثقافة عالمية لإدارة الأعمال. منذ منتصف التسعينيات يبدأ تلاميذ المدارس في الصين في تعلم اللغة الإنجليزية بدءا من المدرسة الابتدائية.

الأكثر قراءة