رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


عن مشعل الذي لا أعرفه

قبل نحو خمسة عشر عاما (ربما أكثر) غص نادي جدة الأدبي بالحضور وامتلأت قاعته عن آخرها. لم يكن من المعتاد أن تمتلئ قاعات الأندية الأدبية بالحضور، إلا نادرا. ولا يزال الأمر على حاله. في تلك الليلة كان الضيف هو مشعل السديري الكاتب في صحيفة «عكاظ» آنذاك والذي ارتحل بعدها بقلمه إلى «الشرق الأوسط». كان المشهد لافتا، حضور من مختلف الفئات جاؤوا لسماع ما يقوله مشعل السديري. مرت أمسية نادي جدة الأدبي بشكل رائع للغاية. ومع ذلك لا يبدو أن أحدا كلف نفسه عناء السؤال: لماذا امتلأت قاعة النادي عندما جاء مشعل السديري على خلاف نشاطات وفعاليات أخرى؟
تذكرت هذا وأنا أتابع الجمعة الماضية الحوار الذي أجراه الزميل تركي الدخيل مع الكاتب مشعل السديري. أعجبتني ملامسة السديري لموضوع التدين سابقا والتدين لاحقا. تحدث السديري عن أولئك الناس الطيبين الذين كانوا يحوطوننا سابقا، هؤلاء الذين كانو يعتبرون أن «الدين المعاملة» قولا وفعلا لذلك نحن نفتقدهم كثيرا في هذا الزمن المعدني الذي طغت على سطحه بثور عدة على غرار مراهقي الفئة الضالة وأنصاف المثقفين ممن يفهمون الحرية بشكل خاطئ. حلقة «إضاءات» التي حملت صوت وفكر مشعل السديري أعطتنا فرصة لاكتشاف كم نحن بحاجة إلى أصوات بسيطة، لا تمارس علينا الفوقية وهي تتحدث وكأنها تتفضل علينا بهذا الحديث المصحوب بتقعيرات تافهة. مشعل السديري يكتب منذ زمن طويل، وهو مقل في الحديث والظهور، لكن إطلالته في إضاءات كانت غاية في الجمال، لقد كان صادقا للغاية. والصدق نادر لدى بعض نجوم الحوارات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي