إنجازات الهيئة

نجحت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في لفت الأنظار إليها، لما تقدمه من عمل ناجح ومبني على دراسات وخطط استراتيجية ستجني ثمارها في المستقبل، ولعل ورش العمل التي نظمتها منذ تولي الشيخ عبد العزيز الحمين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتدل على الوعي الذي يتمتع به والذي عززه بأدوار إيجابية كبيرة ستصب في مصلحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيكفي الرئاسة أنها انتهت من وضع أساسيات جديدة أبعدت شبح النقد غير الهادف نحوها، وأضحت تقدم عملا مؤسسيا ناجحا يقدره كل غيور يسعى لاستمرار هذه الشعيرة التي تجد الدعم الكبير من القيادة الرشيدة ويتجلى اهتمام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لهذا الجهاز المبارك في موافقته الكريمة على إنشاء كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز وتطبيقاته المعاصرة في جامعة الملك سعود، وكذلك موافقة الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على تأسيس كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية وإثراء البحث العلمي في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعتبر هذان العملان أبرز من الإنجازات التي تحسب للهيئة منذ تولي رئيسها الجديد مهام عمله، وهي جهود مشكورة تصاحبها دعوات المتابعين لجهود الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القيام بعملها وجهودها في المجتمع على أكمل وجه، وتطور عمل الهيئة ولم يعد بقدرة من يحصر دورها فقط في متابعة المتأخرين عن الصلاة إلى هذا الحجم الكبير من الإنجازات والعمل الدؤوب، ولا يعني كلامي انتقاصا لدور الهيئة في الاهتمام بتوعية الناس لمحافظتهم على أداء صلواتهم في أوقاتها، لجهة مخولة بهذا الجانب، ولا أبالغ إذا ذكرت تغير فهم الكثير نحو الهيئة، وهي لم تتغير كثيرا في تعاملها مع الناس بل إن عملها أصبح أكثر تنظيما مما جعل دورها يحل قضايا وينقذ فتيات من براثن بعض الشباب الذين يغوون الفتيات وغير ذلك، وأصبحت الهيئة الآن بفضل الله - سبحانه وتعالى - تسير وسط إعجاب الكثيرين بعطائها لتحقق هذه الإنجازات الرائعة، ولعلي وأنا أختم مقالي أذكر موقفا حدث لأحد الإخوة المسلمين الذين يأتون لزيارة هذه البلاد، حيث كان جائعا ويبحث عن مطعم وخلال جولة الهيئة وجدوه وهو لا يدري كيف يتصرف بعد أن شاهد الهيئة فسألوه عندما رأوه واقفا لماذا لا تصلي؟ وكانوا يعتقدون أنه من سكان مدينة الرياض فما كان من الرجل إلا أن أخبرهم بأنه جائع ويبحث عن طعام، فأخذوه معهم وصلوا ثم ذهبوا به إلى مطعم واشتروا له طعاما ثم أعادوه من حيث أخذوه، وقد حكى لي هذه القصة الأخ عندما التقيت به عند زيارتي لإحدى الدول العربية، وقد كان للموقف تأثير طيب في نفسه، فجزاهم الله خيرا ووفقهم لما يحب ويرضى، وأخذ بأيديهم لتحقيق مزيد من النجاح المثمر، إنه ولي ذلك والقادر عليه.