منبر المسجد

منبر المسجد

عزيزي القارئ المبارك إذا كان لديك سؤال أو فتوى تريد الإجابة عنها ما عليك إلا إرسال سؤالك على البريد التالي: [email protected] وسنوافيك بالإجابة عنها بعد عرضها على أحد العلماء، ويفضل أن تكون الأسئلة مما يتعلق بالمسجد والصلاة وأي أمور أخرى متعلقة بالعبادة, والله الموفق.

السؤال: فضيلة الشيخ وفقكم الله هناك كثير من الشباب يريدون حفظ القرآن؛ لما في ذلك من الأجر والثواب، ولكنهم لا يفعلون؛ بسبب الحديث الذي فيه أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم- اطلع على حسنات أمته وذنوبها حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، فما وجد ذنباً أعظم من رجل أوتي آية من القرآن ثم نسيها، فالبعض يتهيب التوسع في حفظ القرآن من أجل ذلك .. فماذا نقول لهؤلاء؟.
فأجاب فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقوله : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الذي يحدث لهؤلاء الشباب هو وسوسة من الشيطان؛ ليصد المؤمنين عن حفظ القرآن، ولو أخذ كل أحد بهذه الطريقة ما أقدم أحد على عمل صالح يعزم على المداومة عليه، ولتركه خشية أن يمل وينقطع عنه، وعلى المسلم أن يحسن النية، فمن أحسن النية وأخلص العمل لله كان قمناً أن يعينه الله عليه، ومن حفظ شيئاً من القرآن بنية صالحة فهو مأجور - إن شاء الله -، ولا يضيع أجر حفظه حتى لو نسي شيئاً من ذلك، ومن نسي شيئاً من القرآن لعذر أو لكثرة الصوارف والشواغل التي تفرضها ظروف الحياة وطلب المعيشة، فهو في ذلك معذور ـ إن شاء الله ـ المهم ألا يلتفت إلى هذه المخاوف التي يثيرها له الشيطان ليصرفه عن هذه القربات.
وأما الحديث الذي يشير إليه السائل، فقد رواه ابن خزيمة في صحيحه (1297، والترمذي (2916)، وأبو داود (461)، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه-، لكنه حديث ضعيف، قال الترمذي: حديث غريب، وضعَّفه الألباني، واستغربه البخاري. وضعَّفه ابن عبد البر في التمهيد (14/136).
وقال ابن عيينة: النسيان المذموم هو ترك العمل به، وليس من انتهى حفظه وتفلَّت منه بناسٍ إذا عمل به، ولو كان كذلك ما نسي شيئاً منه، قال تعالى: "سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله" (شرح الزرقاني 17/2) على موطأ مالك. والله الموفِّق.

الأكثر قراءة