د. الفنيسان: المسجد المبني بمال حرام لا مانع شرعيا من الصلاة فيه
بعض الناس لا يتورع عن استخدام المال المحرم في كسب الأجر وهذا الفعل يعتبر ممارسة خاطئة يأثم عليها كمثل من يبني مسجد بمال حرام فكيف تكون الصلاة فيه؟ حول هذا أوضح الشيخ الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الصلاة في المسجد الذي يبنى بمال حرام جائزة؛ لأن المراد بعمارة المساجد في مثل قوله تعالى: ''إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين'' (التوبة:18), المراد بالعمارة العمارة الحقيقية بالصلاة والذكر والدعاء، ولهذا ذكرت البيوت في قوله تعالى: ''فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وأقام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالَْبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ'' (النور:36-38) أما البناء الحسي المادي إذا كان المال فيه حراماً فلا أجر لصاحبه، لما جاء في الحديث: ''إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا'' صحيح مسلم (1015). فيؤجر المستفيد دون الدافع في هذا، وقد عاب الله على المشركين عمارتهم للمسجد الحرام، وأمر المؤمنين أن يصلوا فيه فقال: ''أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ'' (التوبة: 19) وفق الله الجميع إلى كل خير.