«أوبك» تتوقع نمو الطلب العالمي وتستبعد عودة الأسعار إلى مستويات ما قبل الأزمة

«أوبك» تتوقع نمو الطلب العالمي وتستبعد عودة الأسعار إلى مستويات ما قبل الأزمة

رفعت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي إلى 750 ألف برميل مقارنة بـ 700 ألف في الشهر الماضي.
وقالت خلال تقريرها الذي أصدرته أمس، إن الطلب لن يعود إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية حتى لو استمر الانتعاش الاقتصادي، وتوقعت أن يرتفع الطلب على نفط «أوبك» بنحو 110 آلاف برميل في 2010 إلى 28.51 مليون برميل يوميا مشروطا بثبات إمدادات النفط من خارج «أوبك». 
وقال طارق الصقير، محلل اقتصاديات الطاقة في شركة تريس داتا إنترناشونال، إن أسباب توقع «أوبك» عدم عودة الطلب إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية يعود إلى توقف عجلة الإقراض التي أسهمت في خلق طلب قائم على معدلات الإقراض المرتفعة، التي أسهمت في حالة الطلب المفرط على النفط في الفترة مابين 2003 و2008 ولهذا لا نتوقع عودة الطلب على النفط الى مستوياته السابقة، خصوصا أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة ضغوط انكماشية إلى نهاية الربع الثاني من 2010، إضافة إلى وصول مستويات المخزون التجاري للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى خمسة مليارات برميل تقريباً، أي ما يعادل 62 يوما من الطلب العالمي على النفط، وهو أعلى مما تستهدفه «أوبك» بنحو عشرة أيام.
وأضاف الصقير إنه يتعين على «أوبك» أن ترفع نسبة الالتزام بحصص الخفض المقررة، من 60 في المائة إلى 90 في المائة، وإذا لم تقم «أوبك» برفع نسبة الالتزام بالخفض، فسنشهد انخفاض أسعار النفط إلى مستويات الـ 30 دولارا خلال نهاية الربع الرابع من 2009 خصوصاً أن ارتفاع أسعار النفط من 35 دولارا إلى 75 دولارا خلال عام 2009 كان بسبب المراهنة على عودة الانتعاش للاقتصاد العالمي،والذي لا يعدو كونه تفاؤلا مفرطا، ولا يؤخذ في الحسبان استمرار الضغوط الانكماشية والتي ستبقى إلى نهاية الربع الثاني من 2010.
ويعتقد محلل اقتصاديات الطاقة في تريس داتا انترناشونال، أن أسعار النفط الحالية تعكس التفاؤل المفرط في أسواق المال، ولا تمت لواقع أسواق النفط بصلة، ولهذا سنشهد تصحيحا قويا لتلك الأسعار خلال الربع الرابع من 2009 تدفعنا للعودة إلى مستويات الـ 30 دولارا في الربع الأول من 2010 خصوصاً أن معدلات الطلب والتي تعكس عمليات تخزين للمضاربة على ارتفاع أسعار النفط، بدأت تنخفض بشكل كبير، بمعنى أننا وصلنا إلى ذروة مرحلة «كونتا نجو»والتي تتم فيها عمليات تعبئة للمخزونات مما يرفع الطلب، وسندخل في مرحلة: «باكورديشن» وهي المرحلة التي تتم فيها عمليات بيع للمخزونات، وبالتالي ينخفض الطلب في الأسواق الفورية بشكل كبير، مما يؤثر في تهاوي الأسعار.

الأكثر قراءة