معالجة التذبذب السعري وراء تعديل مؤشر النفط السعودي في أمريكا
أكدت شركة أرامكو السعودية أن قرارها باستخدام مؤشر «آرجوس» يرجع إلى التذبذبات الحادة في سعر النفط المتداول في خليج المكسيك والنفط الذي يجري تسعيره على أساس خام غرب تكساس الوسيط. علما أنه سيبدأ العمل بالمؤشر الجديد اعتبارا من مطلع عام 2010 حيث يحل بدل مؤشر خام غرب تكساس.
وقال المهندس خالد الفالح رئيس «أرامكو السعودية» على هامش افتتاح منشأة للبتروكيماويات في رابغ البارحة الأولى «كنا نجد كل شهر أن هناك تذبذبات حادة بين الخامات عالية الكبريت والتي يجري تداولها في السوق الفورية للتحميل في خليج المكسيك وبين شحنات الخام الأمريكي الخفيف أو غرب تكساس الوسيط التي يجري تسعيرها في كوشينج في أوكلاهوما».
وأضاف «أردنا التأكد من أن خاماتنا يجري تسعيرها على أساس خام قياس يمثل خصائص مماثلة من حيث نسبة الكبريت والوزن النوعي إضافة إلى الموقع الجغرافي نفسه وهو خليج المكسيك. وكانت «أرامكو السعودية» تستخدم من قبل أسعار خام غرب تكساس الوسيط التي تصدرها وحدة بلاتس التابعة لمؤسسة ماكجرو هيل في تسعير نفطها. وقال الفالح إن التحول إلى مؤشر «آرجوس»: حل نعتقد أنه في صالح عملائنا وفي صالحنا وهو أمر يتسم بالشفافية وسيحل المشكلات التي سنراها مستقبلا.
معلوم أن «الاقتصادية» انفردت الأسبوع الماضي بقرار نقل قياس خام النفط السعودي المصدر لأمريكا من خام غرب تكساس إلى مؤشر «آرجوس» المكون من مجموعة نفوط من خليج المكسيك. وفي حينها، اتفق محللون نفطيون على أن هناك أربعة عوامل تدفع بنقل تقييم النفط السعودي المصدر للأسواق الأمريكية من خام غرب تكساس إلى مجموعة نفوط يضمها خليج المكسيك. وهذه العوامل، هي أن: خام غرب تكساس بات نفطا إقليميا يتأثر بالعوامل المحلية أكثر من تأثره بالعوامل العالمية، أن هناك مخاوف من دخول «خام تكساس» مرحلة النضوب (تناقص احتياطياته في الحقول)، وبالتالي لزم الانتقال إلى مؤشر يضم خامات لديها احتياطيات موثوقة. والعامل الثالث، وهو سبب يتضح جليا في تحليلات المراقبين الغربيين، يكمن في معاناة النفط من المضاربين في بورصة نايمكس في نيويورك. والسبب الرابع، وقد يكون أهمها، وهو أن نفط غرب تكساس من النوع الحلو الخفيف في الوقت الذي يعد النفط السعودي من فئة (الحامض الثقيل)، وبالتالي فإن تقييم السعر هنا ربما لا يكون عادلا. لذلك فإن النفوط الثلاثة المكونة لمؤشر «آرجوس» أكثر تعبيرا عن نوعية النفط السعودية من «خام غرب تكساس».
ويهيمن خاما غرب تكساس، وبرنت على الساحة، لكن قرار السعودية إسقاط خام تكساس كعلامة قياس للتسعير، واستبداله بمؤشر آرجوس، عمل على هز تفوق وسيادة علامات القياس السعري التقليدية، الأمر الذي يفتح الباب أمام علامات قياس جديدة لأسعار النفط الخام. ويقول فيليب فيرلجر، خبير اقتصاديات الطاقة في جامعة جالاري «إن التحرك السعودي مؤشر على أنه من المحتمل أن هذه الصناعة تبحث عن علامات قياس أخرى».
وفي هذا الجانب، يقول فيليب فيرلجر، خبير اقتصاديات الطاقة في جامعة جالاري «إن التحرك السعودي مؤشر على أنه من المحتمل أن هذه الصناعة تبحث عن علامات قياس أخرى. وهو يفيد بأنه قد يحين الوقت لإيجاد أداة قياس جديدة لأسعار النفط الخام».
يشار إلى أن هناك مقياسين يسيطران على تسعيرة معظم مبيعات النفط في العالم هما «برنت» و«خام غرب تكساس». وتعود بدايات سيطرة العلامتين المهيمنتين على تسعير النفط إلى منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وذلك حين توقفت السعودية عن تحديد سعر نفط صادراتها الرئيسي، وهو النفط العربي الخفيف، وإطلاق أول عقود نفطية مستقبلية في بورصة نيويورك التجارية في عام 1983.