الحوثيون والقاعدة
جعل الحوثيون ومن قبلهم الفئة الضالة المنتسبة إلى القاعدة الدين مطية لتحقيق أحلامهم العرجاء. ولأن هذه الأحلام، أسرفت في الشذوذ، فإن الوسائل والنتائج جاءت شاذة. تلاقى الحوثيون والقاعدة في المصالح، رغم التباين الفكري، فأخذ كل يزرع في الآخر شذوذه. ولا يمكن تحديد من الذي بدأ في التنكر بأزياء النساء من الفئتين الضالتين، لكن المؤكد أن الحوثيين والقاعدة يحتكرون حقوق الملكية الفكرية لمثل هذا السلوك. تقول وكالات الأنباء إن الأحداث الأخيرة شهدت تعاونا لوجستيا بين الحوثيين والقاعدة. والحق أننا عندما نتأمل الصورة جيدا لا نستغرب. القرائن تؤكد أن إيران كانت وما زالت تحتضن مجاميع مما كان يعرف في السابق بالأفغان العرب. تورط إيران في المشهد السياسي في المنطقة، وسعيها لتغيير الخريطة الاجتماعية، تقابله طموحات سياسية دنيوية لدى القاعدة ولدى الحوثيين المختلفين عن القاعدة في الرؤى. يجمع بين الفئتين، تعطش للدم، وميل للشذوذ، وتناقض في الطروحات، فالكل يزعم أنه مؤمن، لكن إيمانه لا يردعه عن قتل أخ له في الدين والوطن. والكل يزعم أنه وطني، ولا يستنكف أن يرتهن لبلد أجنبي يحتضنه ويسيره وفق ما يشاء. هذا هو حال كل الحركات الزائفة، تنطلي أفكارها على السذج، ثم تأخذ هذه الأفكار منحى آخر بعيدا عن الطروحات التي صاحبت البدايات. إن قراءة تاريخ القاعدة وتاريخ الحوثيين تكشف أن كل منها عبارة عن كيان خديج تناوبت على بنائه فئات وطوائف متعددة، فجاء مشوها مثل أي مسخ آخر. وعي المجتمعات العربية بالألاعيب التي تسوقها الفئات الضالة صمام أمان رئيس. من المؤكد أن هؤلاء لن يجلبوا لمجتمعاتهم المن والسلوى، بل إنهم يقدمون التخلف والتحجر والغباء وضيق الأفق، وما أكثر الشواهد التي تعزز هذه الحقيقة.