رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


حصاد البيدر الإيراني

تحرش الحوثيين وتسللهم عبر الحدود السعودية، كان لا بد أن يقابله موقف صلب وحازم، وهذا ما كان. تحرشات الحوثيين تعيد فتح ملف المساعي الإيرانية الدؤوبة لنشر القلاقل في المنطقة، وهو فعل إيراني قديم، بدأ بشعارات «تصدير الثورة» من خلال حركات على غرار «خط الإمام» في الثمانينيات وانتهاء بالحوثيين وأمثالهم في الفترة الحالية. من المؤكد أن دولا عربية عدة ضجت بالشكوى من المحاولات الإيرانية من أجل إحداث تغيير ثقافي في تلك المجتمعات. مصر والمغرب واليمن من الدول التي اتهمت إيران بشكل مباشر بتحركات مريبة تهدف إلى تغيير ثقافة تلك المجتمعات. في دول أخرى مثل جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق مارست إيران تزييفا وكذبا من أجل تسويق ثقافتها، والحديث في هذا الأمر أطول من أن تتسع له هذه المساحة. المغرب ـ على سبيل المثال ـ لجأ إلى إغلاق مراكز ترويج الثقافة المخالفة لواقع المجتمع المغربي.
كانت إيران ولا تزال تفتح أبوابها على مصاريعها للدراسة والتعليم في قم الإيرانية، وقد استوعبت جامعاتها أعدادا كبيرة من اليمنيين وبعض المصريين والمغاربة والسودانيين وغيرهم من العرب. النتيجة أن الطلاب الذين حصلوا على منح دراسية في إيران تحولوا إلى دعاة ورسل ينقلون إلى مجتمعاتهم ما تلقوه في إيران. ولعل القراءة المتأنية لأفكار حركة الانشقاق الحوثية في اليمن تكشف هذه الحقيقة، إذ إن أتباع الحوثيين - تاريخيا - يخالفون الفكر والثقافة السائدة في إيران في كثير من الأمور، وهي القضية التي تمخضت عنها انشقاقات وتباينات تاريخية. عاد الحوثيون إلى اليمن، كانوا قد تغيروا بشكل كبير، وبدأوا يخوضون في مسائل وقضايا كانت محسومة بالنسبة للطوائف الموجودة في اليمن. لعل دخول الحوثيين في مماحكات مع الحكومة اليمنية، وانتقال هذه المماحكات إلى حدودنا، يختصران بشكل لا يرقى إليه الشك أن دور الحوثيين المرسوم يتمثل في إحداث نوع من القلق في المنطقة. ملامح الخطة لا تقتصر على هذا الأمر، فهناك أصابع إيرانية تتحرك لإحداث قلاقل في دول خليجية أخرى، وهناك إيقاعات غامضة نلمحها في أكثر من بلد عربي في المشرق والمغرب. انحسرت المنح الدراسية في كل الدول العربية، نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية...إلخ. وانتهزت إيران الفرصة فأشرعت أبوابها لاستقبال الراغبين في الدراسة الدينية فقط. اليوم الكل يجني حصاد البيدر الإيراني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي