لماذا تنهار مباني المساجد؟

تابعت كغيري ما حدث لعدد من مباني المساجد في بلادنا في مدن ومناطق مختلفة انهارت وأضحت بلا وجود إلا من بقايا الآثار المتناثرة حوله، فكانت الانهيارات متزامنة والفرق بينها زمن قصير، مرة في حائل وأخرى في نجران وثالثة في مكة وأخيرا في جدة، نعم إنها انهيارات مؤلمة ولاسيما أنها تتعلق ببيوت الله، فيا ترى ما هو السبب؟ الإجابة على هذا التساؤل تقودنا للتطرق إلى المقاولين المشرفين على بناء هذه المساجد، وسنجد أن بعض المقاولين الرئيسين يحضرون مقاولين من الباطن هم الذين يبنون المساجد، ومن هنا تقع هذه الأخطاء لأن المقاول الرئيس لا يكلف نفسه عناء متابعة المقاول الآخر الذي جلبه فقط بحثه عن المكسب حتى ولو كان المشروع بناء مسجد وهذا حقيقة لا يعمم إنما نقول إن بعض المقاولين هم الذين يفعلون هذا، وشخصيا أعرف مقاولين يقومون بهذا الدور في مساجد ولا حسيب ولا رقيب، وتاركين البناء والتنفيذ بالطريقة العشوائية، وهناك من رفع صوته تجاه هؤلاء محذرا من هذا الفعل والبعض الآخر أوصل الصوت للإدارة الفنية في بعض فروع الوزارة ولكن النتيجة لم تتغير، وبهذه النتيجة فإن انهيار مباني المساجد له مسببات يعرفها الجميع والمعالجة لابد أن تبدأ من الجهة المختصة بأن تحصر كل مباني المساجد التي يتم بناؤها، ومتابعتها، وخاصة أنها نجحت في تقديم وبناء مساجد مثالية أشرفت عليها، وأصبحت منارة في بلادنا، وأيضا من المؤلم أن نرى الجشع يسيطر على بعض المقاولين دون خوف من الله، فلا يتابعون المساجد ويراقبون العمل فيها من قبل المنفذين، وهذا يزيدنا ألما وحسرة من هذا الفعل، ونتمنى أن يراجع هؤلاء أنفسهم ولا يتسلمون إلا المساجد التي يستطيعون القيام بها، والحقيقة أن الجهة الفنية في الوزارة أحيانا تتعرض لمواقف حرجة لأن مباني المساجد لا تنفذ عن طريقها بل عن طريق فاعلي خير، وهذا ربما يسبب حدوث هذه الانهيارات في مباني المساجد، وهذا ليس دفاعا عن الإدارات الفنية المعنية بهذا الأمر، إنما هو إحقاق للحق، ومن خلال متابعة لبعض الحالات العشوائية في بناء المساجد، والتي مازال الناس يعانونها، ولذلك فإن المطلوب اختيار أصحاب الكفاءات من المقاولين الذين سبق للوزارة التعامل معهم، وهذا في حد ذاته سيكون له أثره الطيب في معالجة ما يقع من أخطاء في مباني المساجد وتتسبب في الانهيارات التي يؤلمنا حدوثها، لذا فإنه من المؤمل أن تكون هذه التجربة مفيدة، ويتم التعامل بحزم مع المقاولين حتى لا تتكرر أخطاؤهم ،لأن الانهيارات المتكررة ستكون لها آثار سلبية وسيئة نتمنى أن يتم تجاوزها. نسأل الله أن يأخذ بأيدينا لكل خير إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي