ضعف الرقابة والعشوائية في التنفيذ يعجلان بانهيار مباني المساجد

ضعف الرقابة والعشوائية في  التنفيذ يعجلان بانهيار مباني المساجد
ضعف الرقابة والعشوائية في  التنفيذ يعجلان بانهيار مباني المساجد

ماذا يعني انهيار مبنى مسجد حديث البناء أو لم يكتمل بناؤه كحال المسجد الذي انهار أخيرا في جدة إثر انهيار سقف المسجد الذي ما زال تحت الإنشاء وأدى إلى مصرع وإصابة ثمانية عمال في حي المنار شرقي جدة؟ وقبلها مساجد في حائل ونجران ومكة المكرمة فيا ترى ما أسباب ذلك؟ ولا سيما أن ما حدث يعد مصيبة كبيرة ذهبت فيها أرواح بريئة، وهذا الأمر يمثل خطورة كبيرة ويهدد المصلين مستقبلا, فكيف يمكن تفادي مثل هذه الانهيارات والابتعاد عنها؟ وكيف يمكن تجاوزها؟ كذلك ما النظرة الشرعية نحو الذين يتولون مثل هذه الأعمال ولا يتقنونها؟ يجيب عن ذلك عدد من المختصين الذين وضعوا النقاط على الحروف كل في تخصصه .. فماذا قالوا؟

في البداية تحدث المهندس إقبال محمد فقال بالنسبة إلى انهيار مباني بعض المساجد - من وجهة نظري - فهو نتيجة للعمل العشوائي الذي يقوم به بعض المقاولين, حيث إن بعضهم لا يحضر مهندسا يشرف على المشروع ويكتشف الأخطاء التي تحدث بل إن العمل يقوم على العمل البدائي، ولا يوجد المهندس المشرف وقت القيام بالعمل فينتج عن ذلك أخطاء, وهي قد تظهر مبكرا, وهذا ملاحظ، وأحيانا تكون هناك أخطاء واضحة ويرفض المقاول الحديث عنها بل يحاول وضع الأعذار حولها، واطلعت على بعض المساجد التي تعاني هذا الأمر، ولكن في حال تم عمل الإجراءات والأساليب الصحيحة التي تنجح المشروع نسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير.

#2#
من جهته, يقول الشيخ مسعود الغامدي الداعية الإسلامي المعروف, معلوم أن أي عمل لا بد عند توليه أن تكون هناك أمانة في تنفيذه خاصة المساجد، ولكن يبدو أن الأمانة - كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ تنزع في آخر الزمان, لذلك نزعت الأمانة من بعض الناس, خاصة في مثل هذه المشاريع الخيرية التي ينتظرها الناس ولا سيما المساجد، والمسؤولية في الدرجة الأولى تقع على المقاول الذي نجد مع الأسف الشديد عدم اهتمامه بها البتة فقط حرصه على المقابل وكم الربح , لهذا لاتستغرب أن بعضهم يأخذ المشروع ثم يسلمه من الباطن لآخرين قد لايكونون مهتمين بهذا العمل النبيل المتمثل في بناء بيوت الله ، والمسؤولية في المقام الأول تقع على المقاول عند انهيار مبنى أي مسجد يتعاقد عليه ، خصوصا أن ذلك يترتب عليه ذهاب أرواح بريئة في لحظات نتيجة لهذا الإهمال من المقاول وعدم المتابعة والمراقبة .

الأمر الثاني أن هناك جهات تشارك في تحمل المسؤولية كوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, وهي جهاز كبير، ويجب أن يكون لديها جهاز مراقبة ومتابعة قوي للإشراف على تنفيذ المشروعات ولا يعفون من هذه المسؤولية ولكن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على رأس المقاولين، وتمنى أن تهتم الوزارة من خلال الإدارات المعنية بالمساجد بالقيام باللازم حيال هذه المشروعات , نسأل الله التوفيق للجميع.

من جانبه, يقول الشيخ الدكتور علي الجهني - مستشار شرعي - دون شك انهيار مباني بعض المساجد يحز في نفوسنا ويجعلنا نتساءل لماذا يحدث ذلك؟ والإجابة على هذا التساؤل واضحة وتتمثل في انعدام الأمانة لمن يحملون عبء المسؤولية فتحصل الانهيارات لبعض مباني المساجد ، وهو نتيجة لعدم اهتمام المقاول بالأمور الفنية في مبنى المسجد الذي يقوم بتشييده، ويسهمون في بناء بعض المساجد دون وعي ودون اهتمام يذكر، ولذلك لابد من التنبه لذلك ومحاسبة المقصرين أما تركهم وعدم متابعتهم سيسهم في استمرارية هذه الأخطاء، وعلى بعض المقاولين أن يتقوا الله ويحرصوا على إتقان عملهم لأن تركه لمقاولين من الباطن هو الذي يسبب وقوع الحوادث واستمرارها, ويجب وضع العمالة تحت المراقبة لمعرفة الخلل ، وهم ينفذون مايعطى لهم من المقاولين وربما يتم ذلك بطريقة عشوائية ، فلا بد من المتابعة لهم والمراقبة لهذه الأعمال وهم للأمانة سيسألون عنها إذا تركوا الحبل على الغارب ودون اهتمام يذكر, فنسأل الله أن يقينا شر هذا اليوم ويجمعنا جميعا في الجنة وأن يغفر لنا، إنه جواد كريم .

الأكثر قراءة