دعوة البنوك المركزية في الخليج لتشجيع الاندماجات المصرفية

قال حمود بن سنجور الزدجالي محافظ البنك المركزي العماني ومسؤولو بنوك خليجية بارزون إنه ينبغي لبنوك الخليج الاندماج عقب الأزمة المالية داخل الأسواق المحلية كمرحلة أولى ثم عبر الحدود.
وأبلغ الزدجالي وكالة رويترز أمس بأنه ينبغي لبنوك الخليج المركزية البدء في تشجيع الاندماج محليا ثم التوسع في أنحاء المنطقة لبناء مؤسسات مالية أقوى، وأضاف «ينبغي أن يبدأوا الاندماج بين البنوك الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي وإقامة وحدات مالية قوية برأسمال قوي كمرحلة أولى .. وبعد ذلك يبدأون عمليات التوسع والاندماج إقليميا».
وأضاف الزدجالي، على هامش مؤتمر مالي «بعد الأزمة المالية وتأثيرها في بعض البنوك.. ربما أصبح الدافع للاندماج أقوى من ذي قبل. ينبغي للبنوك المركزية في المنطقة أن تشجع وتدعم هذا».
غير أن مسؤولين مصرفيين قالوا إنه لا تزال هناك معوقات بما في ذلك مسألة الجهة التي ستنظم عمل بنك إقليمي كبير لكنهم رأوا أن الاندماج ضروري لتعزيز قواعد رأس المال والتخصص والاستفادة من منطقة يتوقع أن يتجاوز معدل النمو فيها نظيره في كثير من المناطق المتقدمة.
وقال عبد العزيز الغرير الرئيس التنفيذي لبنك المشرق «سيحين وقت الاندماج عبر الحدود. لكن أعتقد أننا سنشهد في البداية اندماجات داخل السوق (المحلية)»، «الخطوة التالية هي الاندماج عبر الحدود».
ويتوقع أن تخرج منطقة الخليج العربية من الأزمة بوتيرة أسرع من الأسواق المتقدمة مثل أوروبا والولايات المتحدة. وجذبت وتيرة النمو السريع في الخليج عددا من البنوك العالمية إلى المنطقة لتوفير الإقراض والخدمات التي تعجز منافساتها المحلية عن تقديمها.
غير أن الاندماج كان أمرا نادرا في المنطقة، إذ كان اندماج بنك الإمارات مع بنك دبي الوطني ليتحولا إلى بنك الإمارات دبي الوطني أمرا استثنائيا، وقال جان كريستوف دوراند المدير الإقليمي لبنك بي أن بي باريبا الفرنسي إن نمو الطلب على الخدمات المالية سيدعم إقامة بنوك عربية إقليمية أكبر. وأضاف لوكالة رويترز «ستجبر الأزمة الناس على أن يكونوا أكثر انفتاحا على هذا. سيكون من الحكمة إقامة بنوك تملك شبكات في جميع أنحاء منطقة الخليج»،
وطالما أشار مسؤولون مصرفيون إلى الفجوة بين احتياجات التمويل في المنطقة ـ حيث تستثمر الحكومات المليارات في مشاريع للبنية التحتية بهدف تنويع اقتصاداتها ـ وقدرة البنوك المحلية على توفير التمويل. كما شككت شيخة البحر، نائبة الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني، في قدرة البنوك المحلية على تمويل مشاريع حكومية في المنطقة بقيمة 2.3 تريليون دولار، وقالت إنّ البنوك الأجنبية يمكن أن تلعب دورا مهما.